التقويم وأثره في تحسين ‏ أداء الأستاذ الجامعي

  • صاري محمد جامعة باجي مختار عنابة

Résumé

أولا – مقدمة :

        تهدف المداخلة إلى :

1 – الحديث عن الآثار الإيجابية للتقويم المنظم المستمر في تحسين الأداء ورفع مردود التدريس (التعليم)(1)، ونعني بمصطلح تدريس (Enseignement) الجوانب المتعلقة بعنصر المدرس باعتباره – في اعتقادي – جوهر الفعل البيداغوجي وسيد الموقف التعليمي، وتحسين أداء المتعلم مرهون بتحسين كفاءة المعلم أولا.

2 – إثارة حوار ديداكتيكي حول العلاقة الوثيقة والصلة المباشرة بين مفهوم الكفاءة أو الملكة(2) (Le savoir) أو (La compétence) والأداء أو الإنجاز (Le savoir faire) أو (La performance) والتقويم (Evaluation). وهي مفاهيم يكثر الإشارة إليها عند جمهور المربين والمتخصصين في التعليميات التطبيقية وعلم النفس وعلوم التربية...

        ومن الواضح أن الأداء أو التأدية – عند الفرد – لا يمكن أن تكون حسنة أو جيدة أو في المستوى المطلوب في غياب الكفاءة التي يُفترض أنها تحتوي على رصيد معرفي نظري كامن (الموجود بالقوة)، فالأداء – عند الفرد السوي – هو صورة من صور الملكة وانعكاس ناقص لها، ويعني الإنجاز الفعلي المتمثل في السلوك القابل للملاحظة والقياس.......................

Références

‏1 – يميز المتخصصون في التربية وعلم النفس والتعليمية بين مصطلح "التعليم" و"التعلم" ‏فالتعليم يخص جانب المعلم ويعرفه بعضهم "بأنه تيسير التعلم وتوجيهه، وتمكين المتعلم منه، ‏وتهيئة الأجواء له". أما التعلّم فيخص التلميذ ويعني : "التغير المستمر – نسبيا – في الميل ‏السلوكي، وهو نتيجة لممارسة معززة". هـ. دوقلاس براون، أسس تعلم اللغة وتعليمها، ترجمة ‏د/ عبده الراجحي ود/ علي أحمد شعبان، دار النهضة العربية، بيروت 1994، ص 25-26.‏
‏2 – مفهوم الملكة (‏Compétence‏) مفهوم إعلامي تناولته الدراسات النفسية والتربوية منذ ‏حوالي قرن، ولكن تعريفه ما زال يطرح إشكالا نظرا لاستعمالاته المختلفة وتداخله مع ‏مصطلحات قريبة منه كالكفاءة والمعرفة والمقدرة على الإنجاز والقدرة الكامنة والاستعداد... ‏وقد أصبح هذا المفهوم موضوع حوار علمي جاد مع أعمال تشومسكي الذي وظفه في نظرية ‏النحو التفريعي التحويلي كمقابل لمصطلح أداء أو إنجاز (‏Performance‏) . لمزيد من ‏المعلومات حول هذه النقطة انظر :‏
‎- Dolz Joaquim / Ollagnier Edmée ; l’énigme de la compétence en ‎éducation , De Boeck université, raisons éducatives, n° 2 , Genève ‎‎1999, P8.‎
‏3 – يعرف تشومسكي الملكة بأنها : " المعرفة التي يمتلكها المتكلم السامع عن لغته" ‏‏(‏La connaissance que le locuteur auditeur à de sa langue‏) ويعرف الأداء ‏بأنه: " الإنجاز الفعلي للغة في سياقات حقيقية" (‏L'utilisation de la langue dans ‎des situations concrètes‏).‏
Nique Christian, initiation méthodique à la grammaire générative , ‎Armand Colin , Paris 1974, P11.‎
‏4 – ليس هناك مجتمع لا يتوفر على نظام للتقويم، والتقويم فعل ضروري لكل تقدم أو نمو. ‏انظر د/ الجميل محمد عبد السميع شعلة، التقويم التربوي للمنظومة التعليمية: اتجاهات ‏وتطلعات، دار الفكر العربي، ط1، مصر 2000، ص16-33-34.‏
‏5 – نخبة من الأساتذة، قراءة في التقويم التربوي، جمعية الإصلاح الاجتماعي والتربوي، ‏ط1، الجزائر 1993، ص197.‏
‏6 – لاسيما في المرحلة الجامعية إذ يزعم بعضهم أن الأستاذ الجامعي يمثل الصفوة ولا يوجد ‏من يقومه.‏
‏7 – لا أزعم أن هذه الملاحظات ترقى إلى مستوى الدراسة العلمية الدقيقة في مناهجها ‏والممحصة في نتائجها.‏
‏8 – وكذلك الأقسام الأخرى بحكم تجربتي في تدريس مادة اللغة العربية وآدابها في أقسام ‏اللغات الأجنبية ومادة ‏T.T.A‏ (ترجمة ومصطلحات عربية) في الأقسام العلمية.‏
لمزيد من المعلومات انظر : محمد صاري، التعليمية وأثرها في تقويم تدريس اللغة العربية وترقية ‏استعمالها في الجامعة، مجلة اللغة العربية، العدد السادس، المجلس الأعلى للغة العربية، ‏الجزائر 2002.‏
‏9 – د/ الجميل عبد السميع شعلة، المرجع السابق، ص 21.‏
‏10 – من يقرأون ويكتبون من الناس فريقان، فريق مثقف وفريق غير مثقف، ويطلق على ‏الفريق الأخير لفظة المتعلمين، وكل مثقف متعلم وليس العكس، وبين المثقفين والمتعلمين فرق ‏جد كبير...‏
‏11 – نذكر على سبيل المثال أن قسم اللغة العربية وآدابها استقبل في سنة 2001 بجامعة ‏عنابة عشرين فوجا تشتمل على ما لا يقل عن 800 طالبا.‏
‏12 – أثبتت بعض البحوث الميدانية أن طلبة الجامعة يرجعون ضعف التكوين في الأقسام ‏والمعاهد إلى ثلاثة أسباب رئيسية على رأسها : ضعف كفاءة الأستاذ ثم ضعف مقاييس ‏التدريس (المحتويات) إلى جانب نقص الوسائل وقلة التدريب الميداني. د/ بوعبد الله لحسن، ‏تقييم العملية التكوينية بالجامعة، قراءة في التقويم التربوي، تأليف نخبة من الأساتذة، الجزائر، ‏ص309.‏
‏13 – وحقيقة التعليم كما يصرح تشومسكي هي أن نسبة 99 ‏‎%‎‏ منها أن تجعل الطلاب ‏يشعرون أن المادة مشوقة، لأن التعليم لا يحقق نتائج باقية عندما لا تُرى له أهمية. ‏تشومسكي، اللغة ومشكلات المعرفة، ترجمة د/ حمزة بن قبلان المزيني، دار توبقال للنشر، ‏ط1، المغرب 1990، ص115.‏
‏14 – د/ تركي رابح، دور التربية في التنمية الوطنية، تجربة الجزائر في تكوين المكونين ‏للمنظومة التربوية، مجلة الفيصل، العدد118، ديسمبر 1986، ص:57.‏
‏15 – د/ رشدي أحمد طعيمة، دليل عمل في إعداد المواد التعليمية لبرامج تعليم العربية، ‏جامعة أم القرى، مكة المكرمة 1985، ص238.‏
‎16 - Gilbert de Landsheere , dictionnaire de l’évaluation et de la ‎recherche en éducation, PUF , Paris 1979 .‎
‏17 - د/ رشدي أحمد طعيمة، المرجع السابق ، ص 38 ، 39.‏
‏18 - د/ حسن شحاتة ، المناهج الدراسية بين النظرية والتطبيق، مكتبة الدار العربية للكتاب، ‏‏1998، ص 203 ، 205.‏
‎19 - Gilbert de Landsheere , dictionnaire de l’évaluation et de la ‎recherche en éducation , PUF , Paris 1979, P113.‎
‎20 - Linda Allal , vers une pratique de l’evaluation formative , De ‎Boeck université, Bruxelles , 1991 , p. 14.‎
‏21 – خالد المير، إدريس قاسمي، الوسائل التعليمية : التقويم التربوي، سلسلة التكوين ‏التربوي، ط2، الدار البيضاء 2000، ص87-90.‏
‏22 – د/ رشيد بناني، من البيداغوجيا إلى الديداكتيك، الحوار الأكاديمي والجامعي، ط1، ‏الدار البيضاء ، المغرب 1991، ص73.‏
‏23 – المرجع نفسه، ص 78.‏
‏24 – لمزيد من النماذج انظر د/ جاسم محمد السلامي، تقويم الأداء في ضوء الكفايات ‏التعليمية، دار المناهج للتوزيع والنشر، ط1، عمان الأردن 2003.‏
Comment citer
محمد, صاري. التقويم وأثره في تحسين ‏ أداء الأستاذ الجامعي. مجلة المخبر أبحاث في اللغة والأدب الجزائري, [S.l.], n. 02, avr. 2017. ISSN 1112-6280. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lab/article/view/2006>. Date de consultation : 19 avr. 2024
Rubrique
Articles