استعمال النصوص وحدود التأويل ـ في نقد الممارسة التأويلية عند إمبرتو إيكو ـ

  • عبد الغني بارة قسم اللغة العربية وآدابها كلية الآداب والعلوم الاجتماعية جامعة سطيف

Résumé

إنّ الحديث عن حدود التأويـل les limites de l'interprétation  في مقابـل دعـاوى الانفتـاح اللاّمحدود، أو ما يعرف بالتأويل المضاعف أو المُفرط surinterprétation ، يجعلنا نحيل ، دون تردّد، على النّاقد الإيطـالي إمبرتو إيكو Umberto Eco ، بوصفه من الباحثين الذين أولوا أهمية للممارسة التأويلية ضمن مشروعه السيميائي . وهو كغيره من أعلام التأويل يبحث عن إيجاد إجراءات تعصم المؤوّل والعملية التأويلية من الإفراط الذي يجعل النصّ مسرحًا لمختلف صنوف التجارب ، وهو الأمر الذي دفعه إلى وضع مقاييس موضوعية تمكّن الباحث من تمييز التأويلات المناسبة من غير المناسبة أو الخاطئة mésinterprétations . كلّ ذلك دفاعًا عن التأويل ضد استعمـال النصوص l'utilisation des textes . لكن إيكو ، بالمقابل ، لم يَقل بانغلاق النصّ أو بضرورة ارتباط فعل التأويل بمقاصد صاحب النصّ ، بل يعتقد بأنّ نصًا مفتوحًا يبقى نصًا، وهو يحتمل قراءات شتّى غير منتهية ، هذا لا يعني أنّه يجيز أيّة قراءة ممكنة . فإذا لم نستطع القول بوجود أفضل تأويل للنصّ ، فإنّنا نملك ، على الأقل ، أن نحدّد التأويلات المغلوطة(1) . فلا يـوجد أكثر انفتـاحًا، حسب إيكـو، من نصّ مغلـق Rien n'est plus ouvert qu' un texte fermé . غير أنّ انفتاحه يكون نتيجة مبادرة خارجية ، أو بالأحرى يكون طريقة في استعمال النصّ لا طريقةً يكون مستخدَمًا بها. بهذا يثير النصّ النشاط لدى قرائه المقبلين عليه . فالعبارة التي قالها فاليري Valery :"لا يوجد معنى حقيقي لنصّ معيّن"تفتح المجال أمام قراءتين : أمّا الأولى فيمكننا أن نستعمل نصًا ما بما نراه محقّقًا لمرادنا، أمّا الثانية ، فهي التي يتأتّى لنا من خلالها أن نطلق ما لا يعدّ أو يُحصى من التأويلات لنصّ ما(2)

(1)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation , pp.129, 130 .                                                                               

(2)    Umberto Eco, Lector in fabula, p.71 .                                                                                                              

Références

() أستاذ محاضر ، قسم اللغة العربية وآدابها ، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية ، جامعة فرحات عبّاس ـ سطيف
(1)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation , pp.129, 130 .
(2) Umberto Eco, Lector in fabula, p.71 .
(3)Umberto Eco, L'œuvre ouverte, Traduit de l'italien par Chantal Roux de Bézieux avec le concours d'André Boucourechliev, Paris, Éditions du Seuil, 1965, Collection «Points Essais»,2003 , p.18 .
(4)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.130 .
(5)Ibid., p.31 .
(6)Umberto Eco, L'œuvre ouverte, pp.23, 24 .
(7)Umberto Eco, Lector in fabula, p.74 .
(8)Ibid., p.80 .
(9)Ibid., p.82 .
(10)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.44 .
(11) Umberto Eco,Les limites de l'interprétation, p.37 .
(12) تعلّق مترجمة كتاب :"حدود التأويل"مريم بوزاهر على نصّ رورتي المنقول إلى الإيطالية ، معتبرة أنّ الترجمة لم تفِ حقّ النصّ كمـا يوحـي بذلك الأصـل الأمريكـي ، ولهذا فضّلت استخدام عبارة frappent le texte على réarticulation du texte كما هو مثْبت في النصّ الإيطالي ، وهذا تعليقها : La traduction italienne parle de «réarticulation du texte», mais Rorty est plus brutal : le textualiste «beats the text into a shape which will serve his own purpose», c'est-à-dire qu'il le maltraite, le pétrit, le travaille comme de la pâte à pizza . Ibid., p37 . (Le traducteur) .
(13)Richard Rorty, Le parcours du pragmatiste, in, Umberto Eco et Al, Interprétation et surinterprétation, p.85 .
(14)Ibid., p.89 .
(15) Ibid., p.94 .
(16) Richard Rorty, Le parcours du pragmatiste, pp.96, 97 . mod .
(17)Richard Rorty, Le parcours du pragmatiste, p.92 .
(18)Ibid., pp.98, 99 .
(19) Umberto Eco, Interprétation et histoire, p.23 .Cf. Eco, Les limites de l'interprétation, pp.46, 47 .
(20)Jonathan Culler, Défense de la surinterprétation, in, Umberto Eco et Al, Interprétation et surinterprétation, p.102 .
(21)Ibid., pp.102, 103 .
(22)Ibid., p.112 . mod .
(23)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.16 .
(24)Umberto Eco, L'œuvre ouverte, pp.56, 57 .
(25)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.40 .
(26)Ibid., p.41 .
(27)Ibid.
(28)Richard Rorty, Le parcours du pragmatiste, pp.85, 89, et pp.94, 98 .
(29)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.17 .
(30)Ibid., p.14 .
(31)Ibid., p.12, et pp.32, 35 .
(32) «J'admets que ce principe peut sembler sinon conservateur, du moins banal, mais je ne veux y renoncer à aucun prix . C'est sur cette ferme intention que se joue aujourd'hui une bonne partie du débat sur le sens, sur la pluralité des sens, sur la liberté de l'interprète, sur la nature du texte, bref sur la nature de la sémiosis» .Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.35 .
(33) يُنظر: حمادي صمود ، الوجه والقفا، ص ص79 ، 92 .
(34)Umberto Eco, op. cit., p.381 .
(35)Ibid.
(36)Umberto Eco, Les limites de l'interprétation, p.381 .
(37) هم جماعة من الباحثين تميّزت بعودتها إلى وعي المؤلف ، ولم يكونوا سويسريين جميعًا، فبعضهم لم يدرّس في جنيف ، ولكن تجمعهم صداقة حميمة ، فشكّلوا حلقة أرادوا من خلالها تخليص النّقد من النزعتين الوضعية والتاريخية ، وهؤلاء هم : مارسيل ريمــون Marcel Raymond (1897 ـ 1984) ، ألـبـيـر بيـغـوان Albert Beguin (1901 ـ 1957) ، جـــون روســيـه Jean Russet (1910 ـ ) ، جورج بوليه Georges Poulet (1902 ـ1991) ، جان ستاروبنسكي Jean Starobinski .
يُنظر :Jean-Yves Tadié , La critique littéraire au XXe siècle, Paris,Belfond, 2004(1er édition, 1987) , pp.75, 105 .
(38) يُنظر: عبد العزيز حمودة ، المرايا المحدّبة (من البنيوية إلى التفكيك) ، سلسلة عالم المعرفة ، المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، ع232 ، 1998 ، ص328 .
(39) المصدر نفسه ، ص322 .
(40) Jean-Yves Tadié, op. cit., pp.175, 180 .
(41) لمتابعة تفاصيل قضية نصر حامد يُنظر: نصر حامد أبو زيد ، التفكير في زمن التكفير ، ضد الجهل والزيف والخرافة ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، ط2 ، 2003 ، ص ص41 ، 56 ، ص ص231 ، 287 . نصر حامد أبو زيد ، نقد الخطاب الديني ، مكتبة مدبولي ، القاهرة ، ط4 ، 2003 ، ص ص21 ، 64 . نصر حامد أبو زيد ، الخطاب والتأويل ، المركز الثقافي العربي ، بيروت/ الدار البيضاء ، ط1 ، 2000 ، ص ص5 ، 12 .
Comment citer
بارة, عبد الغني. استعمال النصوص وحدود التأويل ـ في نقد الممارسة التأويلية عند إمبرتو إيكو ـ. قــــــراءات, [S.l.], v. 1, mai 2009. ISSN 1112-9468. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lectures/article/view/1233>. Date de consultation : 28 mars 2024