العجيب في الرواية العربية الحديثة: "درب السلطان: نزهة البلدية" لـمبارك ربيع مثالا

  • محيي الدين حمدي كلية الآداب بصفاقس- تونس

Résumé

ما انفكت الآداب عامة تمتح من العجيب Le merveilleux تغني به نسيجها وتغري قراءها، لأن الناس تواقون إلى غير المعتاد و"النفوس أميل إلى الطرائف"[1]. ولم تشذ الرواية عن هذا النهج. والحق أن الرواية العربية الحديثة تتجه أكثر فأكثر نحو كل عجيب وغريب وخارق وما يدهش ويحير ويلذ ويدفع إلى إلقاء الأسئلة.                                                                                                                                                    وقد أعان الرواية العربية على هذا الاتجاه وأغراها به عاملان مهمان، وهما التراث العربي القصصي وغير القصصي المليء بكل عجيب وغريب وخارق والأدب الغربي عامة المتسم بالعجائب الخوارق[2] والأساطير. يضاف إلى ذلك ميل الروائيين إلى تجديد رواياتهم والبحث عن خطاب قصصي مثير.

      وقد اختلفت آراء الباحثين في العجيب وذلك لاختلاف زوايا النظر إليه ولاتساع مجالاته ومواطن ظهوره وأزمنة حضوره، إذ هو يوجد في نصوص متباينة جدا مثل الأدب والتاريخ وكتب الرحلات، وفي نصوص ثقافية متعددة... ومن المجدي الاستفادة من كل الآراء التي قاربت العجيب لأن كلا منها يلقي ضوءا على ناحية ضيقة أو واسعة من هذا الموضوع ولا يمكن أن يحيط به من كل جوانبه، فمختلف الأفكار يفيد بعضها بعضا ويكمله.


 

   

Références

الجاحظ/الحيوان، تحقيق عبد السلام محمد هارون، المجمع العلمي العربي الإسلامي، دار إحياء التراث العربي- الطبعة الثالثة، 1969ـ الجزء السادس، ص8.
2 انظر عن عوامل نشوء العجيب و الغريب و الفانتاستيكي و الخارق عامة في فرنسا:
Veronique et Jean Ehirsan, La Littérature fantastique en France, profil littérature Français, 127, Hatiev, France, 1989, [chapitre] 2 XVIIIe siècle : L’aube de fantastique, pp 12-13.
3 زكريا القزويني، كتاب عجائب المخلوقات و الحيوانات و غرائب الموجودات، و هو مطبوع على هامش حياة الحيوان الكبرى للدهيري، دار احياء التراث العربي، الضاهرة، (د.ت)، الجزء الأول، ص9.
4 القزويني، عجائب المخلوقات، مرجع مذكور، ص 18.
5Tzvetan Todorov, introduction à la Littérature fantastique, Ed. du Seuil,Paris, 1976[chapitre] 3 :L’étrange et le merveilleux, p 57.
6 الدكتور محمد الخبو، قراءات في القصص، مكتبة علاء الدين، الطبعة الأولى، صفاقس، 2002،]فصل[: من خصائص القصص في عجيب الأدب القديم. ص 50.
7 Veronique et Jean Ehrsam, La littérature fantastique en France, op. cit, [chapitre] 1 : vers une pure définition du fantastique, p ;6.
8 The New Shorter Oxford, Clarendon press –oxford, 1993, Volume 2, p; 3083.
9 شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي: التجنس، آليات الكتابة، خطاب المتخيل (سلسلة كتابات نقدية 121)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، (د.م)، 2002، ص 406.
10 أحمد السماوي، الفانتاستيكي في الرواية التونسية المعاصرة، الحياة الثقافية، العدد 91، السنة 23، تونس1988 ، ص ص 31-32. والملاحظ أن التحول أو المسخ قديم جدا في الآداب البشرية مثل قصة الحمار الذهبي لأبيلاي Apulée وهو بربري من الجزائر عاش في العهد الروماني و كتب باللاتينية. و في هذه القصة تحول الشاب لوقا الى حمار و بعد ذلك عاد إلى أصله . ويوجد المسخ في كليلة و دمنة لابن المقفع.
11 شعيب حليفي، الرحلة في الأدب عربي، مرجع مذكور، ص 452.
12 مبارك ربيع، درب السلطان: نزهة البلدية 3، مطبعة النجاح الأولى، الطبعة الأولى، الدار البيضاء 1420/2000، ص252.
13 عن الإغراب أو الإفراد Singularisationانظر: محمد الباردي، سحر الحكاية: المروي و الراوي و الميتاروائي في أعمال الياس خوري، مركز الرواية العربية قابس، الطبعة الأولى ، مطبعة التسفير الفني، صفاقس، ص 57، مثلا
14 توماشفسكي: نظرية الأغراض: اختبار الغرض، ضمن كتاب: نظرية المنهج الشكلي: نصوص الشكلانيين الروس، ترجمة ابراهيم الخطيب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، مؤسسة الأبحاث العربية، الطبعة العربية الأولى، بيروت، 1982، ص 204.
15 قلاديمير بروب، مورفولوجية الخرافة، ترجمة و تقديم ابراهيم الخطيب، الشركة المغربية للناشرين المتحدين، الطبعة الأولى، الرباط، 1407/1986، الفصل6: توزع الوظائف بين الشخصيات، ص 86
16 انظر بخصوص زمن الحكاية، تزفيطان طودوروف، الشعرية، ترجمة شكري المبخوت و رجاء بن سلامة، سلسلة المعرفة الأدبية، دار توبقال للنشر، الطبعة الثانية، الدار البيضاء، 1990، ص 45.
17 الزمن الخارجي المرجعي جد باهت في كامل الرواية.
18 القاضي عبد النبي بن عبد الرسول الأحمد زكري، موسوعة مصطلحات جامع العلوم (سلسلة، موسوعات المصطلحات العربية و الاسلامية)، "الملقب بدستور العلماء"، تحقيق د. علي دحروج، نقل النص الفارسي الى العربية د. عبد الله الخالدي، الترجمة الأجنبية؛ د. محمد العجم، مكتبة لبنان- ناشرون- الطبعة الأولى، 1997، ص 473.
19 انظر عن سلبيات الكلب في الثقافة الإسلامية: الدكتور خليل أحمد خليل، معجم الرموز (سلسلة المعاجم العلمية)، دار الفكر اللبناني، الطبعة الأولى، بيروت 1995، مادة (كلب).
20 انظر عن الراوي: Gerard Genette, Figures III, Collection poétique, Ed. Seuil, 1972, pp : 251-252.
21 كان مفهوم العجيب عند تودوروف لا يتسع بيسر مع هذا الضرب من العجيب ومن أنواع أخرى من العجيب:
انظر في نقد مفهوم تودوروف للعجيب، شعيب حليفي، الرحلة في الأدب العربي، مرجع مذكور، ص 429، وانظر في العجيب الذي يخرج عن مفهوم تودوروف، محمد الخبو، قراءات في القصص، مرجع مذكور، ص50.
Comment citer
حمدي, محيي الدين. العجيب في الرواية العربية الحديثة: "درب السلطان: نزهة البلدية" لـمبارك ربيع مثالا. قــــــراءات, [S.l.], v. 2, jui. 2010. ISSN 1112-9468. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lectures/article/view/1247>. Date de consultation : 25 avr. 2024