تنازع المقاصد وقراءة القصيدة التقليدية

  • د /شيتر - رحيمة جامعة بسكرة

Résumé

يشكل التواصل الأدبي منطقة توتر، تتبادل أطرافها الأساسية، لعب الدور  فقد "ظلت القراءات السياقية تراهن على سلطة المؤلف في الدراسات الأدبية والنقدية"1، وسلمته مفاتيح الطاعة والولاء فهو صاحب المعنى والمعنى نابع من حيثيات حياته وتفاصيلها الصغيرة"، وقد بالغت القراءة السياقية في الإعلاء من نبرة صاحب النص على حساب النص نفسه"2، وقد كان رد الفعل إزاء هذه المبالغة قاسيا، إذ قزمت البنيوية دور المؤلف وتجاهلته مولية عناية قصوى بالنسق ومعلنة موت المؤلف، ولكن" النسق المغلق وهم ضلل كثيرا من البنيويين وألقى بالبنيوية الصورية إلى الإنسداد"3، إن عزلة النص حنطته وجعلته جسدا بلا روح، مما حدا باللاهثين وراء المعنى إلى تحويل بؤرة الاهتمام إلى قطب آخر من أقطاب العملية التواصلية وهو القارئ الذي جاء دوره القيادي فأوكلت إليه مهمة إتمام المعنى وأصبح العزف شديدا على وتره، "فبدون القارئ لن تكون هناك نصوص أدبية على الإطلاق، فهي لا توجد على رفوف المكتبات، ولكنها عملية ترميز لا تتحقق، ولا تتجسد إلا من خلال القراءة"4

ولعل في كل هذا ضرب من الشطط الذي لا يخدم التواصل الفني، الذي يقوم على تبادل علاقات الود بين أطرافه، لا علـى مبدأ الإقصاء والتهميش، إذ أن كل إقصاء، هو قتل لجانب تواصلي فني مهم.


 

Références

1 - أحمد يوسف، القراءة النسقية، سلطة البنية، ووهم المحايثة، منشورات الإختلاف، ط1/2003، ج1، ص: 177.
2 - نفسه، ص:197.
3 –نفسه، ص: 123.
4 - عبد الحميد شيحة، القارئ والنص، مجلة علامات النادي الثقافي الأدبي، جدة /السعودية، سبتمبر /2002، ج45، م12، ص:66.
* ّإننا لا ندعي كمال المنهج، ولكن كل منهج جديد يبنى على محاولة ترميم النقص الذي ظهر في المناهج السابقة، وقد أثبتت التداولية كفاءة عالية في توزيع الأدوار بين أقطاب العملية التواصلية إذ عاملت المتخاطبين على قدم المساواة وبوأت السياق أهمية كبرى في فهم الخطاب وتحديد مقاصده.
5 - ابن قتيبة، الشعر والشعراء، دار الثقافة بيروت /لبنان، ط2/1969، ص: 21،20.
6 - بول ريكور، نظرية التأويل، ترجمة سعيد الغانمي، المركز الثقافي العربي، الدار البيـضاء/ المغرب، ط1/ 2003، ص:123.
7 - سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، مدخل لسيميائيات، س، س بورس، المركز الثقافي العربي المغرب، ط1/2005، ص:187.
8 - نفسه، ص: 187.
9 - محمد ناصر العجمي، النقد العربي الحديث ومدارس النقد الغربية، منشورات كلية الآداب تونس/سوسة، ط1/1998 ص:659.
10 - محمد ولد سالم الأمين، حجاجية التأويل منشورات المركز العالمي لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر، طرابلس /ليبيا، ط1/2004، ص: 19.
11- عبد الفتاح كيليطو، الكتابة والتناسخ، مفهوم المؤلف في الثقافة العربة، تر عبد السلام بن عبد العلي، دار توبقال للنشر والتوزيع الدار البضاء/المغرب، ط2/2008، ص: 47.
12 - سعيد توفيق، في ماهية اللغة وفلسفة التأويل، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت لبنان، ط1/ 2002 ص:104.
13- محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي، عيار الشعر، تحقيق محمد زغلول سلام منشأة المعارف الاسكندرية، مصر، ط3، دت، ص: 44.
14 - محمد الناصر العجمي، النقد، ص: 659.
Publiée
2010-07-01
Comment citer
رحيمة, د /شيتر -. تنازع المقاصد وقراءة القصيدة التقليدية. قــــــراءات, [S.l.], v. 2, jui. 2010. ISSN 1112-9468. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lectures/article/view/1355>. Date de consultation : 29 mars 2024