شعرية العتبات النّصية في ديوان أسفار الملائكة لعزّ الديّن ميهوبي-مقاربة تأويليّة-

  • بلعيدة حبيبي جامعة محمد خيضر بسكرة

Résumé

يعد النص الشّعري الحديث حقلا خصبًا من حقول الإبداع الإنساني، ومبحثا صعبا تأويلا وتفسيرا؛ لاتّساع دلالاته وتنوّعها، وهو ما يتطلّب متسعا من الوقت والجهد لمقاربته، ومقدارا من الحنكة المنهجية والعدّة الإجرائية لقراءته بعمق؛ بغية الوقوف على منطلقاته الفكرية والمعرفية،ومداخله الفنّية والجماليّة.

 ولعلّ المنهج الفنّي هو أحد تلك الآليّات الّتي سعت للإحاطة بجماليات النّص الإبداعي، متخذًا من معطيات الخطاب الشّعري ذاته إن تلميحا أو تصريحا، ومن ذوق النّاقد الفذّ منهلا عذبًا، وموردًا لصياغة تصوّراته، وتقديم أحكامه الجمالية على هذا الخطاب.

ومصطلح الشّعريّة أو "الجمالية"مصطلح رائجٌ في نقدنا العربيّ، فقد أورده نقادنا في كتبهم التراثيّةكمنهاج البلغاء وسراج الأدباء للقرطاجنِّي(1)مثلا، إلاّ أنّ الملاحظة الأبرز هي غياب المصطلح المذكور في المعاجم القديمة، ليكون المصطلح الأقرب إليه دلالةً ومعنى مصطلح النّظم وبه توصّل عبد القاهر الجرجاني إلى نظريّته العريقة نضجا وكمالا(2).

ذكر صاحب دلائل الإعجاز عبد القاهر الجرجاني أنّ المزيّة في الكلام إنّما تتحقّق عند التأليف يحسن الاختيار، ومعرفة المواضع(3)وهو بذلك مفهوم يتجاوز ظواهر تعبيريّة أخرى، كلغة المفارقة، والانزياح، إذ تعمل هذه الظواهر على توسيع دائرة الشعرية، عن طريق توظيف الغموض، والحذف. وفي ذلك يقول عن الحذف: «فإنّك ترى أنّ ترك الذكر أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق إذا لم تنطق، وأتمّ ما تكون بيانا إذا لم تُبن»(4).

وفي الآفاق تطالعنا الكتب النّقديّة بمصطلحاتٍ لازالت تتعارك، وتتعالق مع مصطلح الشّعريّة كالأدبيّة، والجماليّة والإنشائيّة، وغيرها.

أمّا في النقد الغربي فقدعرض أرسطو في مؤلّفه فنّ الشّعر إلى هذا المصطلح؛ حيث ذهب إلى اعتبار الشعريّة علامة للعبقريّة المميّزة، كما يرى جيرار جينت أنّ الشعريّة بلاغة جديدة، أمّا تودوروف فيذهب إلى اعتبارها بحثًا في أدبيّة الخطاب الأدبي، لا تعترف بالحدود.

أمّا رومان جاكبسون فعدّها دراسة لسانيّة للوظيفة الشّعريّة في سياق الرّسائل اللفظية عموما، وفي الشّعر على وجه الخصوص(5).

 وسنحاول – عبر دراستنا هذه-تقديم قراءةٍ تأويليّة لبعض النّصوص المصاحبةفي ديوان أسفار الملائكة للأستاذ المبدع "عزّ الدّين ميهوبي"ولعلّنا نستهلّ قراءتنا هذه بـ:

Références

(1) يُنظر: بشير تاوريريت، رحيق الشّعريّة الحداثيّة. مطبعة مزوار، الجزائر، 2006. ص 21.
(2) يُنظر: نفسه.
(3) ينظر: عبد القاهر الجرجاني، دلائل الإعجاز. تح: عبد السّلام هارون، مكتبة الخانجي. (ط 1) 1984.ص 139.
(4) المصدر نفسه: ص 140.
(5) يثنظر: بشير تاوريريت. ص 43،49
(6) ابن منظور (جمال الدّين بن مكرم) لسان العرب، (ط 1)1997 دار صادر. بيروت، لبنان، مج 4. مادة (ع، ن،ن) ص 449
(7) بسّام موسى قطّوس،سيميائيّة العنوان. (ط:1) عمّان الأردن. 2001. ص6
(8) حسين الرّموتي، العتبات النّصيّة – قراءة في عناوين الدّواوين الشّعريّة-رابطة أدباء الشّام. لندن. 2012.
(9) محمّد بكري، العنوان وسيميوطيقا الاتّصال الأدبيّ-دراسات أدبيّة-. الهيئة المصريّة للكتاب. 1988.ص 15.
(10) المرجع نفسه.
(11) ابن منظور (جمال الدّين بن مكرم) لسان العرب. مج 5، ص مادة (م، ل، ك) ص304
(12) ينظر: باسمة درويش، العتبات النّصيّة. ص 43
(13) عزّ الدّين ميهوبي، ديوان أسفار الملائكة. منشورات البيت. ص 9
(14) يُنظر: نبيل راغب، موسوعة الفكر الأدبيّ. الهيئة المصريّة العامة للكتاب.1988، ج1. ص36
(15) يُنظر: يوسف حطّين، مكوّنات السّرد في الرّواية الفلسطينيّة. اتّحاد الكتّاب العرب. دمشق. 1999. ص 116.
(16) ينظر: محمّ الصّفراني، التشكيل البصري في الشّعر العربيّ الحديث. (ط:1) المدينة المنوّرة.2008. ص134.
(17) يُنظر: صلاح فضل، قراءة الصّورة، وصورة القراءة. دار الشّروق. القاهرة. 1977.ص 5.
Comment citer
حبيبي, بلعيدة. شعرية العتبات النّصية في ديوان أسفار الملائكة لعزّ الديّن ميهوبي-مقاربة تأويليّة-. حوليات المخبر, [S.l.], n. 03-04, mai 2016. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/HAWLIYATELMAKHBAR/article/view/1607>. Date de consultation : 22 déc. 2024