صور النظرية السياقية في الدراسات البلاغية المناسبة في "سورة طه"أنموذجا

Résumé

اختلف الباحثون في تعريفهم للسياق^([i])، فلم يتفقوا على تعريف محدد له ومن التعريفات السائدة للسياق تعريف أورده  كل من ديكرو (Ducrot) وتودوروف (Todorov)  في القاموس الموسوعي لعلم اللغة، ويتمثل في قولهما: "ومقام الخطاب هو مجموع الملابسات التي في إطارها يتحدد فعل التلفظ سواءً كان مكتوبا أو شفويا.^"([ii])

يفهم من خلال هذا التعريف أن للمجتمع وظيفته في تحقيق العملية التواصلية التي تعدّ فيها اللغة الواسطة الفعالة يتبادل من خلالها الأفراد أفعال الكلام الناتجة عن سياق ما.فالسياق هو السبب في إنتاج الأفعال الكلامية وهو الضامن لتلقيها قبولا أو رفضا، بالإضافة إلى ذلك فـ:"هو مجموع الشروط الاجتماعية التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار لدراسة العلاقات القائمة بين السلوك الاجتماعي والسلوك اللساني."^([iii])فلا يخفى أن هذه الشروط مرتبطة بالمتخاطبين وتتمثل في الزمان والمكان من جهة والقانون اللغوي الذي يحكم الجماعة اللغوية من جهة أخرى.

[i]- السياق لغة: من مادة (س و ق) ومنه ساق النعم فانساقت...  ومن المجاز قولهم : هو يسوق الحديث أحسن سياق... وهذا الحديث مساقه إلى كذا، وجئتك بالحديث على سوقه: على سرده. (الزمخشري : أساس البلاغة، تحقيق محمد باسل عيون السود، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1 ، 1419 هـ/1998 م، الجزء الأول، ص 484 .)

[ii]- علي آيت أوشان : السياق والنص الشعري من البنية إلى القراءة، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 2000، ص32.(نقلا عن ديكرو وتودوروف).

[iii]- المرجع نفسه، ص34............