في ظاهرية ابن حزم الأندلسي
Résumé
عُني الدرس الأصولي في الفقه بدراسة الأسس والأصول التي تُبنى عليها الأحكام الشرعية؛ حيث تُعزى تلك الأسس إلى مرجعيات أيديولوجية مختلفة انبثق عنها اختلاف الفقهاء في الأحكام الشرعية، والتي عبر عنها انقسام الدرس الفقهي إلى أربعة مذاهب هي: الشافعي، والمالكي، والحنبلي، والحنفي، ولتمسك أصحاب هذه المذاهب وأتباعهم بالأصول التي انطلقوا منها استطاعت أن تضمن لنفسها البقاء والاستمرار، في حين ظل المذهب الظاهري حبيس لفيف من الأصوليين، لم يلبثوا أن يجتمعوا ضمن منظومة فقهية واحدة،حتى انصرف كل منهم إلى مذهب مغاير لأسباب أهمها ـــ حسب رأيي ـــ كثرة ما وجه لهذا المذهب من مساءلات وعقوبات طالت بعض أعلام الظاهرية على رأسهم ابن حزم الأندلسي (ت456ه) نفسه...........................Références
/ تعود جذور نظرية العامل عند ابن مضاء القرطبي إلى موقفه من قضايا الاستدلال اللغوي على غرار التعليل والقياس، وهو الموقف نفسه الذي تبناه أستاذه ابن حزم الأندلسي ؛ حيث يرفض ابن مضاء القول بالعلة النحوية التي تتجاوز الهدف الأساس من النحو وهو انتحاء طريقة العرب في كلامها، وهو ما اصطلح عليه العلل الأول، وعدم تجاوز ذلك إلى ما أسماه علة العلة، لأنها تشغل النحوي عن هدفه الأساس، ويمكن تلخيص موقف ابن مضاء في نص صريح يقول فيه :"وإني رأيت النحويين ــ رحمة الله عليهم ــ قد وضعوا صناعة النحو لحفظ كلام العرب من اللحن وصيانته من التغيير، فبلغوا من ذلك الغاية التي أموا وانتهوا إلى المطلوب الذي ابتغوا، إلا أنهم التزموا ما لا يلزمهم وتجاوزوا منها القدر الكافي فيما أرادوه منها فتورعت مسالكها ووهنت مبانيها وانحطت عن رتبة الإقناع حججهم."، كما يذهب ابن مضاء إلى أبعد من ذلك ؛ حيث يرى أن العامل الذي يسمه الجالب للحركة الإعرابية إنما هو الله سبحانه وتعالى ويقول في ذلك :"وأما مذهب أهل الحق، فإن الأصوات إنما هي من فعل الله تعالى، وإنما تنسب إلى الإنسان كما تنسب إليه سائر أفعاله الاختيارية." ينظر:ابن مضاء القرطبي، الرد على النحاة، تح:محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام، ط1، 1399ه/1979م، ص 64، 69 70.
2/هي نظرية استلهمها ابن حزم من نص قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا "(المائدة :03)، التي تفضي إلى القول بأن النص القرآني قد استوفى جميع الأحكام الشرعية، بما فيها الحلال والحرام والمباح ولا سبيل إلى استحداث حكم شرعي ثالث جديد.ينظر :ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، تح: إحسان عباس دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، ط2،1403ه / 1983م، (مقدمة المحقق).
3/أحمد أمين، ضحى الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/2005م
ج1، ص 431.
4/المرجع نفسه، ص431.
5/ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر، القاهرة، مصر، ص545 .
6/الشهرستاني، الملل والنحل، تح: أحمد فهمي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1، ص215،216.
7/ بنية المنهج وفلسفته عند الإمام ابن حزم، نذير بوصبع، دار هومة، بوزريعة، الجزائر، 2004م، ص64ـــ 66، نقلا عن الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج8، ص 374.
8/ تجدر الإشارة إلى أن ابن رشد(ت595ه) أفرد ضمن باب "التكلم بين الشريعة والحكمة"مبحثا خاصا لبيان موقفه من القياس العقلي وعلاقته بالقياس الفقهي وسمه بـ"ينبغي أن نضرب بأيدينا في كتب القدماء"؛ حيث يقول : "فإذا تقرر أنه يجب بالشرع النظر في القياس العقلي وأنواعه، كما يجب النظر في القياس الفقهي (...)، سواء كان ذلك الغير مشاركا لنا أو غير مشارك في الملة ؛ فإن الآلة التي تصح بها التذكية ليس يعتبر في صحة التذكية بها كونها آلة لمشارك لنا في الملة أو غير مشارك،إذا كانت فيها شروط الصحة " ينظر : الوليد ابن رشد الحفيد(ت595ه)، فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1،1997 م، ص91
9/ هم ثلة من الذين اتخذوا التأويل المجازي منهجا في تحصيل المعنى، والعقل أداة لضمان فاعلية التأويل، دون اعتمادهم على سند أو قرينة، ويبرر هؤلاء انتهاجهم لهذا المسلك بتحقيق سلامة النص الشرعي وعدم المساس بعقيدة المسلم، ومن هؤلاء نذكر المعتزلة الذين غالوا في اعتمادهم لهذه الطريقة في تأويل النصوص الدينية.ينظر: حامد أبوزيد، الخطاب والتأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب ط3، 2008م، ص56. كما ذهب الشهرستاني(ت548ه) إلى القول :"إن أصحاب الرأي وهم أهل العراق، أصحاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت (...)، وإنما سموا أصحاب الرأي، لأن عنايتهم بتحصيل وجه من وجوه القياس، والمعنى المستنبط من الأحكام، وبناء الحوادث عليها، وربما يقدمون القياس الجلي على آحاد الأخبار"، ثم ينقل نص أبي حنيفة الذي ذكر فيه معنى الرأي ؛ حيث يقول ــ رحمه الله ــ علمنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن قدر على غير ذلك، فله ما رأى، ولنا ما رأيناه ". ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص217،219.
10/ تعد القرائن عند ابن حزم نصوصا في الأصل، أما مصدرها فهو: إما القرآن وإما السنة وإما الإجماع الذي وسمه بالمتيقن وهي جميعها بمنزلة "الأدلة" عنده، حيث أوردها ضمن رده على القائلين بوقوع المجاز في القرآن، واستدلالهم بالقرائن الخارجة عن النص الشرعي ؛ ففي قوله تعالى :"وسئل القرية التي كنا فيها" (يوسف :82) فسر ابن حزم هاته الآية في قوله :إن الله أراد بها أهل القرية،أو أهل العير، قياسا على قوله تعالى :"جدارا يريد أن ينقض" (الكهف :77)، فلما وجدنا أن الله قد أوقع هذه الصفة (الإرادة) على الجدار الذي ليس فيه ما يوجب هذه التسمية علمنا يقينا أن الله قد نقل اسم الإرادة إلى ميلان الحائط، فسمي الميل إرادة ". ينظر:ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج4، ص30، 31.
إذن أداة ابن حزم في هذا التأويل "ضرورة العقل"التي أوردناها سابقا في المتن تحت مسمى "البداهة"، حيث يظهر جليا مصدره في التأويل وهو توقيفية اللغة ؛ إذن فالله يسمي ما يشاء وينقل ما يشاء.
11/ ينظر، صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، لبنان، 1912 م، ص72.
12/ينظر، ابن حزم الأندلسي، الأخلاق والسير، بقلم "فؤاد إفرام البستاني"، دار المشرق، بيروت، لبنان،ط2،1982م، ص155.
13/ المرجع نفسه، ص155.
14/أنور الزعبي، ظاهرية ابن حزم الأندلسي:نظرية المعرفة ومناهج البحث، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الولايات المتحدة الأمريكية ، ط2، 1429ه/2009م، ص37، 38.
15/ المرجع نفسه. ص 50، 51.
16/المعرفة البرهانية هي معرفة تعتمد توظيف الدليل في إثبات صحة الأحكام وعرض ما ينتجه هذا الأخير على العقل، حيث تنسب هذه الأخيرة إلى الفلاسفة .
(*) تعود جذور فكرة الوسطية إلى الأشاعرة الذين توسطوا المعتزلة القائلين بإرادة الإنسان في جميع أفعاله، والجبرية، الذين حكموا على الإنسان أنه مسير في جميع أموره، وهو حال الغزالي الذي توسط الشيعة وأهل السنة، ينظر: نصر حامد أبوزيد،الخطاب والتأويل، ص31.
17/نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل عند ابن حزم الأندلسي : قراءة في أعراف الفهم الظاهري للخطاب القرآني، مطبعة الروزنا، عمان، الأردن،2007م، ص22، 23.
18/ ينظر، محمد يعقوبي، مسالك العلة وقواعد الاستقراء عند الأصوليين وجون ستيوارت ميل، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر العاصمة، 1994م، ص79ـــ 93.
19/ينظر، نصر أبوزيد، الخطاب والتأويل، ص43 ـــ 45.
20/ينظر، محمد يعقوبي، مسالك العلة، ص95 ـــ 110.
21/ينظر، نصر حامد أبوزيد، الخطاب والتأويل، ص43 ـــ 45.
22/ ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج5، ص106.
23/ينظر،عابد الجابري، تكوين العقل العربي، المركز الثقافي العربي، المغرب، ص280.
24/ قسم الغزالي المعرفة إلى: معرفة بيانية تنسب إلى أهل السنة، وأخرى برهانية منسوبة إلى الفلاسفة، وثالثة هي المعرفة العرفانية تمثلت في التصوف، حيث نجح هذا الأخير في الجمع بينها ضمن مشروعه الفكري الذي يهدف إلى الدفاع عن المذهب الأشعري في علم الكلام، والمذهب الشافعي في الفقه، والرد على المذاهب الأخرى.ينظر: نصر حامد أبو زيد، الخطاب والتأويل، ص39.
25/ يقسم ابن حزم المعرفة إلى: معرفة شرعية مصدرها الكتاب والسنة والإجماع المتيقن، ومعرفة برهانية يتنجها استعمالنا للدليل،ومصدرها العقل بمعية الحس.ينظر : نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل، ص 19، 20.
26/إبراهيم الفيومي، الشافعي الإمام الأديب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ط1 1919ه/ 1998م، ص63.
27/ المرجع نفسه، ص63.
28/ابن رشد الحفيد(ت595ه)، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، تق:عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان،2001م، ص36.
29/أحمد أمين، ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/ 2005م، ج3، ص419.
30/ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص46.
31/علي أحمد الديري، طوق الخطاب :دراسة في ظاهرية ابن حزم، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بيروت، لبنان، ط1، 2007م، ص17.
32/ ابن حزم، الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص36.
33/ المصدر نفسه، ج1، ص42.
34/ المصدر نفسه، ج1،ص 42.
35/ المصدر نفسه، ج1، 48.
36/المصدر نفسه، ج1، ص48.
37/ الشاطبي(ت790ه)، الموافقات في أصول الفقه، تح:عبيدة آل سلمان، دار ابن عــفان، ط1، 1417ه/1997، ج4، ص138 ــــ 140.
38/ ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام،ج1، ص40 ـــ 52.
39/ المصدر نفسه، ج4، ص26، 27.
40/ عبد الفتاح البجة، ظاهرة قياس الحمل في اللغة العربية بين علماء اللغة القدامى والمحدثين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1419ه /1998م، ص203.
مكتبة المقال :
1/ابراهيم الفيومي، الشافعي الإمام الأديب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ط1، 1999ه/ 1998م.
2/أحمد أمين :
ضحى الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان،ط1،1425ه/2005م
ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/ 2005م ج3.
3/أنور الزعبي، ظاهرية ابن حزم الأندلسي :نظرية المعرفة ومناهج البحث، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الو م أ، ط2، 1429ه/2009م.
4/ ابن حزم الأندلسي(ت456ه):
الأخلاق والسير، بقلم "فؤاد إفرام البستاني"، دار المشرق، بيروت، لبنان، ط2،1982م.
الإحكام في أصول الأحكام،تح: إحسان عباس، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، ط2 1403ه / 1983م .
5/ابن رشد الحفيد(ت595ه):
فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1، 1997 م.
الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان.
6/ الشاطبي(ت790ه)، الموافقات في أصول الفقه، تح:عبيدة آل سلمان، دار ابن عــــــفان، ط1، 1417ه/1997، ج4.
7/الشهرستاني(ت548ه)، الملل والنحل، تح: أحمد فهمي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1.
8/صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، لبنان، 1912م.
9/ عبد الفتاح البجة، ظاهرة قياس الحمل في اللغة العربية بين علماء اللغة القدامى والمحدثين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1419ه /1998م، ص203.
10/علي أحمد الديري، طوق الخطاب :دراسة في ظاهرية ابن حزم، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بيروت، لبنان، ط1، 2007م.
11/ابن مضاء القرطبي(ت592ه)، الرد على النحاة، تح: محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام ط1، 1399ه/1979م.
12/ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر، القاهرة، مصر .
13/ محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان.
14/ محمد يعقوبي، مسالك العلة وقواعد الاستقراء عند الأصوليين وجون ستيوارت ميل، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر العاصمة، 1994م.
15/ نذير بوصبع، بنية المنهج وفلسفته عند الإمام ابن حزم دار هومة، بوزريعة، الجزائر 2004م.
16/ نصر حامد أبوزيد،الخطاب والتأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب ط3، 2008م.
17/نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل عند ابن حزم الأندلسي : قراءة في أعراف الفهم الظاهري للخطاب القرآني، مطبعة الروزنا، عمان، الأردن،2007م.
2/هي نظرية استلهمها ابن حزم من نص قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا "(المائدة :03)، التي تفضي إلى القول بأن النص القرآني قد استوفى جميع الأحكام الشرعية، بما فيها الحلال والحرام والمباح ولا سبيل إلى استحداث حكم شرعي ثالث جديد.ينظر :ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، تح: إحسان عباس دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، ط2،1403ه / 1983م، (مقدمة المحقق).
3/أحمد أمين، ضحى الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/2005م
ج1، ص 431.
4/المرجع نفسه، ص431.
5/ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر، القاهرة، مصر، ص545 .
6/الشهرستاني، الملل والنحل، تح: أحمد فهمي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1، ص215،216.
7/ بنية المنهج وفلسفته عند الإمام ابن حزم، نذير بوصبع، دار هومة، بوزريعة، الجزائر، 2004م، ص64ـــ 66، نقلا عن الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج8، ص 374.
8/ تجدر الإشارة إلى أن ابن رشد(ت595ه) أفرد ضمن باب "التكلم بين الشريعة والحكمة"مبحثا خاصا لبيان موقفه من القياس العقلي وعلاقته بالقياس الفقهي وسمه بـ"ينبغي أن نضرب بأيدينا في كتب القدماء"؛ حيث يقول : "فإذا تقرر أنه يجب بالشرع النظر في القياس العقلي وأنواعه، كما يجب النظر في القياس الفقهي (...)، سواء كان ذلك الغير مشاركا لنا أو غير مشارك في الملة ؛ فإن الآلة التي تصح بها التذكية ليس يعتبر في صحة التذكية بها كونها آلة لمشارك لنا في الملة أو غير مشارك،إذا كانت فيها شروط الصحة " ينظر : الوليد ابن رشد الحفيد(ت595ه)، فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1،1997 م، ص91
9/ هم ثلة من الذين اتخذوا التأويل المجازي منهجا في تحصيل المعنى، والعقل أداة لضمان فاعلية التأويل، دون اعتمادهم على سند أو قرينة، ويبرر هؤلاء انتهاجهم لهذا المسلك بتحقيق سلامة النص الشرعي وعدم المساس بعقيدة المسلم، ومن هؤلاء نذكر المعتزلة الذين غالوا في اعتمادهم لهذه الطريقة في تأويل النصوص الدينية.ينظر: حامد أبوزيد، الخطاب والتأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب ط3، 2008م، ص56. كما ذهب الشهرستاني(ت548ه) إلى القول :"إن أصحاب الرأي وهم أهل العراق، أصحاب أبي حنيفة النعمان بن ثابت (...)، وإنما سموا أصحاب الرأي، لأن عنايتهم بتحصيل وجه من وجوه القياس، والمعنى المستنبط من الأحكام، وبناء الحوادث عليها، وربما يقدمون القياس الجلي على آحاد الأخبار"، ثم ينقل نص أبي حنيفة الذي ذكر فيه معنى الرأي ؛ حيث يقول ــ رحمه الله ــ علمنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن قدر على غير ذلك، فله ما رأى، ولنا ما رأيناه ". ينظر: الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص217،219.
10/ تعد القرائن عند ابن حزم نصوصا في الأصل، أما مصدرها فهو: إما القرآن وإما السنة وإما الإجماع الذي وسمه بالمتيقن وهي جميعها بمنزلة "الأدلة" عنده، حيث أوردها ضمن رده على القائلين بوقوع المجاز في القرآن، واستدلالهم بالقرائن الخارجة عن النص الشرعي ؛ ففي قوله تعالى :"وسئل القرية التي كنا فيها" (يوسف :82) فسر ابن حزم هاته الآية في قوله :إن الله أراد بها أهل القرية،أو أهل العير، قياسا على قوله تعالى :"جدارا يريد أن ينقض" (الكهف :77)، فلما وجدنا أن الله قد أوقع هذه الصفة (الإرادة) على الجدار الذي ليس فيه ما يوجب هذه التسمية علمنا يقينا أن الله قد نقل اسم الإرادة إلى ميلان الحائط، فسمي الميل إرادة ". ينظر:ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج4، ص30، 31.
إذن أداة ابن حزم في هذا التأويل "ضرورة العقل"التي أوردناها سابقا في المتن تحت مسمى "البداهة"، حيث يظهر جليا مصدره في التأويل وهو توقيفية اللغة ؛ إذن فالله يسمي ما يشاء وينقل ما يشاء.
11/ ينظر، صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، لبنان، 1912 م، ص72.
12/ينظر، ابن حزم الأندلسي، الأخلاق والسير، بقلم "فؤاد إفرام البستاني"، دار المشرق، بيروت، لبنان،ط2،1982م، ص155.
13/ المرجع نفسه، ص155.
14/أنور الزعبي، ظاهرية ابن حزم الأندلسي:نظرية المعرفة ومناهج البحث، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الولايات المتحدة الأمريكية ، ط2، 1429ه/2009م، ص37، 38.
15/ المرجع نفسه. ص 50، 51.
16/المعرفة البرهانية هي معرفة تعتمد توظيف الدليل في إثبات صحة الأحكام وعرض ما ينتجه هذا الأخير على العقل، حيث تنسب هذه الأخيرة إلى الفلاسفة .
(*) تعود جذور فكرة الوسطية إلى الأشاعرة الذين توسطوا المعتزلة القائلين بإرادة الإنسان في جميع أفعاله، والجبرية، الذين حكموا على الإنسان أنه مسير في جميع أموره، وهو حال الغزالي الذي توسط الشيعة وأهل السنة، ينظر: نصر حامد أبوزيد،الخطاب والتأويل، ص31.
17/نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل عند ابن حزم الأندلسي : قراءة في أعراف الفهم الظاهري للخطاب القرآني، مطبعة الروزنا، عمان، الأردن،2007م، ص22، 23.
18/ ينظر، محمد يعقوبي، مسالك العلة وقواعد الاستقراء عند الأصوليين وجون ستيوارت ميل، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر العاصمة، 1994م، ص79ـــ 93.
19/ينظر، نصر أبوزيد، الخطاب والتأويل، ص43 ـــ 45.
20/ينظر، محمد يعقوبي، مسالك العلة، ص95 ـــ 110.
21/ينظر، نصر حامد أبوزيد، الخطاب والتأويل، ص43 ـــ 45.
22/ ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج5، ص106.
23/ينظر،عابد الجابري، تكوين العقل العربي، المركز الثقافي العربي، المغرب، ص280.
24/ قسم الغزالي المعرفة إلى: معرفة بيانية تنسب إلى أهل السنة، وأخرى برهانية منسوبة إلى الفلاسفة، وثالثة هي المعرفة العرفانية تمثلت في التصوف، حيث نجح هذا الأخير في الجمع بينها ضمن مشروعه الفكري الذي يهدف إلى الدفاع عن المذهب الأشعري في علم الكلام، والمذهب الشافعي في الفقه، والرد على المذاهب الأخرى.ينظر: نصر حامد أبو زيد، الخطاب والتأويل، ص39.
25/ يقسم ابن حزم المعرفة إلى: معرفة شرعية مصدرها الكتاب والسنة والإجماع المتيقن، ومعرفة برهانية يتنجها استعمالنا للدليل،ومصدرها العقل بمعية الحس.ينظر : نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل، ص 19، 20.
26/إبراهيم الفيومي، الشافعي الإمام الأديب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ط1 1919ه/ 1998م، ص63.
27/ المرجع نفسه، ص63.
28/ابن رشد الحفيد(ت595ه)، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، تق:عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان،2001م، ص36.
29/أحمد أمين، ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/ 2005م، ج3، ص419.
30/ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص46.
31/علي أحمد الديري، طوق الخطاب :دراسة في ظاهرية ابن حزم، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بيروت، لبنان، ط1، 2007م، ص17.
32/ ابن حزم، الإحكام في أصول الأحكام، ج1، ص36.
33/ المصدر نفسه، ج1، ص42.
34/ المصدر نفسه، ج1،ص 42.
35/ المصدر نفسه، ج1، 48.
36/المصدر نفسه، ج1، ص48.
37/ الشاطبي(ت790ه)، الموافقات في أصول الفقه، تح:عبيدة آل سلمان، دار ابن عــفان، ط1، 1417ه/1997، ج4، ص138 ــــ 140.
38/ ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام،ج1، ص40 ـــ 52.
39/ المصدر نفسه، ج4، ص26، 27.
40/ عبد الفتاح البجة، ظاهرة قياس الحمل في اللغة العربية بين علماء اللغة القدامى والمحدثين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1419ه /1998م، ص203.
مكتبة المقال :
1/ابراهيم الفيومي، الشافعي الإمام الأديب، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر، ط1، 1999ه/ 1998م.
2/أحمد أمين :
ضحى الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان،ط1،1425ه/2005م
ظهر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط1، 1425ه/ 2005م ج3.
3/أنور الزعبي، ظاهرية ابن حزم الأندلسي :نظرية المعرفة ومناهج البحث، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الو م أ، ط2، 1429ه/2009م.
4/ ابن حزم الأندلسي(ت456ه):
الأخلاق والسير، بقلم "فؤاد إفرام البستاني"، دار المشرق، بيروت، لبنان، ط2،1982م.
الإحكام في أصول الأحكام،تح: إحسان عباس، دار الآفاق الجديدة، بيروت، لبنان، ط2 1403ه / 1983م .
5/ابن رشد الحفيد(ت595ه):
فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1، 1997 م.
الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، تق: عابد الجابري، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان.
6/ الشاطبي(ت790ه)، الموافقات في أصول الفقه، تح:عبيدة آل سلمان، دار ابن عــــــفان، ط1، 1417ه/1997، ج4.
7/الشهرستاني(ت548ه)، الملل والنحل، تح: أحمد فهمي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ج1.
8/صاعد الأندلسي، طبقات الأمم، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، بيروت، لبنان، 1912م.
9/ عبد الفتاح البجة، ظاهرة قياس الحمل في اللغة العربية بين علماء اللغة القدامى والمحدثين، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، 1419ه /1998م، ص203.
10/علي أحمد الديري، طوق الخطاب :دراسة في ظاهرية ابن حزم، مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بيروت، لبنان، ط1، 2007م.
11/ابن مضاء القرطبي(ت592ه)، الرد على النحاة، تح: محمد إبراهيم البنا، دار الاعتصام ط1، 1399ه/1979م.
12/ محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر، القاهرة، مصر .
13/ محمد عابد الجابري، تكوين العقل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان.
14/ محمد يعقوبي، مسالك العلة وقواعد الاستقراء عند الأصوليين وجون ستيوارت ميل، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر العاصمة، 1994م.
15/ نذير بوصبع، بنية المنهج وفلسفته عند الإمام ابن حزم دار هومة، بوزريعة، الجزائر 2004م.
16/ نصر حامد أبوزيد،الخطاب والتأويل، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب ط3، 2008م.
17/نعمان بوقرة، تفسير النصوص وحدود التأويل عند ابن حزم الأندلسي : قراءة في أعراف الفهم الظاهري للخطاب القرآني، مطبعة الروزنا، عمان، الأردن،2007م.
Comment citer
سماح, ناصر.
في ظاهرية ابن حزم الأندلسي.
حوليات المخبر, [S.l.], n. 05, mars 2017.
Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/HAWLIYATELMAKHBAR/article/view/1991>. Date de consultation : 22 déc. 2024
Numéro
Rubrique
Articles