تقييم وضعيات تقويم الكفاية داخل السيرورة الديداكتيكية دراســـــة ميدانيــــة
Résumé
الملخص:
إن التحديات الحالية التي فرضتها الحداثة غيرت من معادلة التقدم الحضاري الذي أضحى مقترنا بمستوى الاستثمار في المجال البشري. وقد شكل هذا التحول تحديا أمام العديد من المنظومات التربوية، لإعادة توجيه مراميها نحو الاهتمام بمؤهلات الفرد المعرفية التي تروم الجودة كمواصفة لملمح الفرد المستهدف من التربية.
ولدواعي تتعلق بتحقيق النجاعة في المخرجات التعليمية،عكف المشرفون على شؤون التربية في المنظومة التربوية الجزائرية على إصلاح المناهج التعليمية، وهو ما يبرز نوعا من التحول في التوجه نحو الاهتمام بفلسفة التكوين، بتبني المقاربة بالكفايات كخيار ديداكتيكي للتعليم. حيث تم استحداث مقررات ومضامين تعليمية في المنهاج المدرسي وفق بيداغوجيا الكفايات، والمرتكزة على نموذج متمحور حول المتعلم متأسس على إبستمولوجية بنائية تنطلق من مرجعية الذات الفاعلة في إنتاج المعرفة. وعلى أساسها تنتظم الوضعيات الديداكتيكية لتكسب المتعلم الكفايات التي يوظفها في حل مشكلات عملية غير مسبوقة تعبر عن إبداعه.
وبلوغ ذلك منوط في جانب منه بالدور الذي يلعبه التقويم باعتباره مقوم أساسي في نجاح الفعل البيداغوجي. خاصة إذا تم تفعيله داخل السيرورة الديداكتيكية بصورة تسهم تدريجيا في بناء مؤشر الكفاية لدى المتعلم على مستوى الدرس، والكفاية القاعدية على مستوى الوحدة التعليمية، ضمن ما يسمى بالوضعية الإدماجة، إذ أن التقويم يقدم لنا في كل وضعية مؤشرا على مستوى الأداء والمسافة التي تفصل أداء التلميذ عن الأداء المتوقع، كتغذية راجعة تعدل أو تدعم الاستراتيجيات التعليمية/ التعلمية نحو بلوغ الهدف.
وانطلاقا من هذا تأتي هذه الدراسة التقييمية لمحاولة رصد مستوى توظيف المعلم لأساليب التقويم داخل السيرورة الديداكتيكية لتحقيق الكفاية المستهدفة.