الخطاب الأدبي النسوي بين سلطة المتخيل وسؤال الهوية ربيعة جلطي / أحلام مستغانمي أنموذجا

  • آمال ‏ منصور جامعة محمد خيضر بسكرة ‏

Résumé

تمهيد:

حين يفرض على الذات أن تغيب عن واقع الحياة الثقافية المعاصرة في عالم لا يجيد إلاّ الإقصاء،لا يتقن غير إبداع الثنائيات واستعمال آليات التمزيق،يحكم على المرأة أن تتسلّح بشتى الأسلحة لتحطم جدار الصمت،وتقاوم التهميش وتعلن بأعلى صوتها:"إنّ الإبداع والثقافة حقل للجميع تتلاقى فيه الأصوات وتتفاعل...لا فرق بين رجل وامرأة في إطار الفعل الحضاري البنّاء".

لقد وجدت المرأة نفسها منذ زمن في وسط يقيّدها ويحاسبها على أنّها فرد فاقد الأهلية،فرد لا يحق له أن يمارس حرّياته المتنوعة والكاملة إلاّ ضمن الإطار الذي يحدده العرف والمجتمع...يذكّرها المجتمع كل لحظة أنّها تختلف عن الآخر وينشئها تنشئة تقيّدها وتحدد أفقها على حد تعبير الأديبة الفرنسية الوجودية "SIMON DE BEAUVOIR ".« En n’as pas des femmes en le devient » 

أدركت المرأة –إذن- أنّها لا يمكن أن تبقى خلف القضبان تصادر آراؤها ومهاراتها وتموت روحها الخلاقة بفعل الأيام،قرّرت إذن اختراق الأسوار ودخول عالم الإبداع الأدبي،فكانت الكتابة بالنسبة لها فعل خلاص،بل ردّا على القهر الوجودي العام الذي ظلت تمارسه عليها السلطة الذكورية، حاولت أن ترسم لها زاوية جديدة أطلق عليها "الأدب النسائي"،الأدب الأنثوي"،"كتابة الأنوثة" بكل ما تحمله هذه المصطلحات من اختلافات وتناقضات.

ليس هذا فحسب، بل كان عليها أيضا أن تناضل طويلا ليعترف الجميع بتمكنها وتفرّد تجربتها الأدبية، فأصبح الأدب النسائي أدبا إشكاليا يثير جدلا واسعا في الأوساط الثقافية وشبه الثقافية، بين مدافع ومستهجن، طرف يعترف له بحق الوجود وحق الخصوصية وطرف آخر ينفي له ذلك.

ففي هذه المداخلة سنعمد إلى الإجابة عن الإشكالات الآتية: إلى أي حدّ تمكّن الخطاب الأدبي التحرري النسائي من صياغة خصائصه وتحديد بدائله؟ وهل اللّغة والخطاب يسعفان استراتيجيا في خلق هذا الخطاب؟ هل استطاعت المرأة –فعلا- طيلة هذا الجهد المتواصل أن تخلق كتابة أو لغة مختلفة تمتلك أدواتها وتميّزها عن الأدب الرجالي أم هي مجرّد دعوى خادعة تدعمها جمعيات حقوق المرأة؟ هل الكتابة النسائية كتابة تخط(تجاوز) للثالوث المحرّم؟

Références

‏(1)‏ محمد نور الدّين أفاية،الهوّية والاختلاف‎ » ‎المرأة والكتابة والهامش‎« ‎،إفريقيا ‏الشرق،المغرب،1988،الصفحة:34.‏
‏(2)‏ ينظر: ناي بنسادون، حقوق المرأة منذ البداية حتّى أيّامنا، جيه البعيني، عويدات للنشر والطباعة، لبنان، ‏ط1 ،2001، الصفحة:5 - 6.‏
‏(3)‏ ينظر: المرجع نفسه، الصفحة:6.‏
‏(4)‏ بن كثير( الإمام الحافظ أبي اسماعيل بن كثير الدمشقي)، قصص الأنبياء، المكتبة العصرية، بيروت، ‏‏2004، الصفحة:17.‏
‏(5)‏ ناي بنسادون، حقوق المرأة منذ البداية حتّى أيامنا،الصفحة:10.‏
‏(6)‏ المرجع نفسه، الصفحة:10.‏
‏(7)‏ المرجع نفسه، الصفحة:10.‏
‏(8)‏ العهد الجديد،رسالة بولس(الرسول الأوّل إلى أهل كورنثه)،مكتبة الحياة الزرقاء.‏
‏(9)‏ سورة النساء، الآية:34.‏
‏(10)‏ نقلا عن: د/ أديب عقيل، المرأة والرجل والمساواة بين الجنسين، مجلة المعرفة، العدد 435، وزارة الثقافة، ‏سوريا، الصفحة:95.‏
‏(11)‏ سورة النساء، الآية:34.‏
‏(12)‏ محمد نور الدين أفاية،الهوية والاختلاف،الصفحة:35.‏
‏(13)‏ د/ صفاء عبد السلام جعفر، أنطولوجيا اللّغة عند هايدجر، دراسة فلسفية في قصيدة الكلمة لجئورجة، دار ‏الوفاء لنيا الطباعة والنشر، مصر،2001،الصفحة:35.‏
‏(14)‏ نقلا عن: مصطفى الكيلاني، ماهية الشعر من خلال قراءة هيدغر لهولدرلين، مجلة الفكر العربي ‏المعاصر، مجلة فكرية مستقلة يصدرها مركز الإنماء لقومي،بيروت/باريس،1988،الصفحة:38.‏
‏(15)‏ ‏ محمد نور الدين أفاية،الهوية والاختلاف،الصفحة:36.‏
‏(16)‏ المرجع نفسه،الصفحة:36.‏
‏(17)‏ المرجع نفسه،الصفحة:36.‏
‏(18)‏ ينظر:نضال الحضري،ما الشعر الايكولوجي،في الموقع الآتي:‏
www.maaber.50megs.com/issue-may05/books-2htm. ‎
‏(19)‏ ينظر:‏ANNE- MARIE NISBET.le personnage féminin dans le roman maghrébin ‎de langue française, des indépendances a 1980 représentation et fonctions édition ‎naaman canada 1982 page :19-20.‎
‏(20)‏ عبد النور إدريس،هتاف الجسد بين الحرية والتحرر في السرد النسائي العربي،في الموقع ‏الآتي:‏www.aslim.net‏ ‏
‏(21)‏ أحلام مستغانمي،ذاكرة الجسد،موفم للنشر،الجزائر،1993،الصفحة:400.‏
‏(22)‏ محمد نور الدين أفاية،الهوية والاختلاف،الصفحة:42.‏
‏(23)‏ عبد النور إدريس،هتاف الجسد بين الحرية والتحرر في السرد النسائي العربي،في الموقع ‏الآتي:‏www.aslim.net‏ ‏

‏(24)‏ أحلام مستغانمي،ذاكرة الجسد،الصفحة:363.‏
‏(25)‏ المرجع نفسه،الصفحة:434.‏
‏(26)‏ أحلام مستغانمي،فوضى الحواس،منشورات ‏anap،الجزائر،2004،الصفحة:9.‏
‏(27)‏ المرجع نفسه،الصفحة:177.‏
‏(28)‏ نقلا عن:عبد النور إدريس،هتاف الجسد بين الحرية والتحرر في السرد النسائي العربي،في الموقع ‏الآتي:‏www.aslim.net‏.‏
‏(29)‏ الموقع نفسه.‏
‏(30)‏ الموقع نفسه.‏
‏(31)‏ محمد نور الدين أفاية،الهوية والاختلاف،الصفحة:67.‏
‏(32)‏ ربيعة جلطي، تضاريس وجه غير باريسي،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ‏الجزائر،ط2،1983،الصفحة:21.‏
‏(33)‏ ‏ المرجع نفسه،الصفحة:26.‏
‏(34)‏ المرجع نفسه،الصفحة:29.‏
‏(35)‏ محمد نور الدين أفاية،الهوّية والاختلاف،الصفحة:71.‏
‏(36)‏ ربيعة جلطي،تضاريس وجه غير باريسي،الصفحة:30.‏
‏(37)‏ المرجع نفسه،الصفحة:31.‏
‏(38)‏ ربيعة جلطي،شجر الكلام،منشورات السفير،المغرب،ط1،1991 ،الصفحة:7.‏
‏(39)‏ جلال الدين عبد الرحمان السيوطي، تاريـخ الخلفاء، دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، لبنان، ط1، ‏‏2003 ، الصفحة:134.‏
‏(40)‏ ربيعة جلطي،شجر الكلام،الصفحة:9.‏
‏(41)‏ المرجع نفسه،الصفحة:9.‏
‏(42)‏ ‏ المرجع نفسه،الصفحة:17.‏
Comment citer
منصور, آمال ‏. الخطاب الأدبي النسوي بين سلطة المتخيل وسؤال الهوية ربيعة جلطي / أحلام مستغانمي أنموذجا. مجلة المخبر أبحاث في اللغة والأدب الجزائري, [S.l.], n. 03, avr. 2017. ISSN 1112-6280. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lab/article/view/2038>. Date de consultation : 23 nov. 2024
Rubrique
Articles