تعليمية النحو العربي في ضوء المنهج الوظيفي
Résumé
لا يختلف المهتمون بالدرس النحوي بأن النحو "grammaire" كما عرفه ابن جني(ت392هـ)"هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره، كالتثنية، والجمع، والتحقير، و التكثير، والإضافة، و النسب، و التركيب،وغير ذلك"(1).
ويمتاز النحو بصفته فرعا من فروع علوم اللغة العربية بقوانين و أحكام لضبط المعاني و التعبير عنها، وقد أشار إلى ذلك السيوطي (ت911هـ) بقوله:" النحو صناعة علمية ينظر بها أصحابها في ألفاظ كلام العرب من جهة ما يأتلف بحسب استعمالهم لتعريف النسبية بين صياغة النظم و صورة المعنى، فيتوصل بإحداهما إلى الأخرى"(2).
ويشير هذا المفهوم إلى النحو و أهمية ووظيفته، فالنحو صناعة علمية، تختص بدراسة قوانين التراكيب (syntaxe)، ومكوناتها ووظائفها، و العلاقة بين أنماط التراكيب و صورها و دلالتها، كل ذلك في إطار ما تواضع عليه العرب في لغتهم و لهجاتهم.
وتشكل مادة النحو جزءا مهما في تعليم اللغات بوصف عام، ويعد هذا الجزء من أكثر الموضوعات تعقيدا في مناهج تعليم اللغة العربية بخاصة. ومما لا ريب فيه أن أسبابا عدة تكمن وراء تلك الصعوبة، منها: كثرة تفصيلات مسائل النحو و أحكامه وحواشيه التي ملئت بها كتب النحو قديمها وحديثها، يضاف إلى ذلك قلة كفاءة القائمين بتدريس النحو، وعجزهم عن استثمار القواعد استثمارا مفيدا، يكسب المتعلم السلامة و الفصاحة اللغوية.
وبناء عليه، فإن النحو لا يمكن أن يبلغ غايته، إلا إذا تم تعليمه وفق الحقائق العلمية التي توصل إليها المختصون في مجال علم تدريس اللغات (DIDACTIQUE DES LANGES).
ومن ثمة، تأتي قيمة هذا البحث المتواضع الذي سأحاول من خلاله طرح الإشكالية الأساس، والتي مفادها: لماذا لم تثمر الجهود النحوية القديمة والحديثة في بلوغ غاياتها؟ وما المنهج البديل الذي يمكن اعتماده اليوم؟..........
Références
ويمتاز النحو بصفته فرعا من فروع علوم اللغة العربية بقوانين و أحكام لضبط المعاني و التعبير عنها، وقد أشار إلى ذلك السيوطي (ت911هـ) بقوله:" النحو صناعة علمية ينظر بها أصحابها في ألفاظ كلام العرب من جهة ما يأتلف بحسب استعمالهم لتعريف النسبية بين صياغة النظم و صورة المعنى، فيتوصل بإحداهما إلى الأخرى"(2).
ويشير هذا المفهوم إلى النحو و أهمية ووظيفته، فالنحو صناعة علمية، تختص بدراسة قوانين التراكيب (syntaxe)، ومكوناتها ووظائفها، و العلاقة بين أنماط التراكيب و صورها و دلالتها، كل ذلك في إطار ما تواضع عليه العرب في لغتهم و لهجاتهم.
وتشكل مادة النحو جزءا مهما في تعليم اللغات بوصف عام، ويعد هذا الجزء من أكثر الموضوعات تعقيدا في مناهج تعليم اللغة العربية بخاصة. ومما لا ريب فيه أن أسبابا عدة تكمن وراء تلك الصعوبة، منها: كثرة تفصيلات مسائل النحو و أحكامه وحواشيه التي ملئت بها كتب النحو قديمها وحديثها، يضاف إلى ذلك قلة كفاءة القائمين بتدريس النحو، وعجزهم عن استثمار القواعد استثمارا مفيدا، يكسب المتعلم السلامة و الفصاحة اللغوية.
وبناء عليه، فإن النحو لا يمكن أن يبلغ غايته، إلا إذا تم تعليمه وفق الحقائق العلمية التي توصل إليها المختصون في مجال علم تدريس اللغات (DIDACTIQUE DES LANGES).
ومن ثمة، تأتي قيمة هذا البحث المتواضع الذي سأحاول من خلاله طرح الإشكالية الأساس، والتي مفادها: لماذا لم تثمر الجهود النحوية القديمة والحديثة في بلوغ غاياتها؟ وما المنهج البديل الذي يمكن اعتماده اليوم؟