الفرس في شعر علقمة بن عبدة الفحل ‏ ‏ جبر حياة الانفصام

Résumé

إن النص الجاهلي مستودع أسرار، وللولوج إلى قلب هذا العالم علينا أن نقف وقفات متأنية لاستكناه الروح الحقة التي حركت وجدان الشاعر وجعلته يتخبط بين متناقضات هذا الوجود، ويحتمي بكل ما يحس فيه دفق القوة والانتصار، ولما كان الأمر كان لحضور الحيوان أهمية بالغة في حياة الشاعر، إذ لم يبق له إلا الذكريات، ومجموعة من الحيوانات التي تربعت على عرش تلك الديار الزائلة، ولذلك بدا الحيوان قويا وارثا لبقاء حياة الإنسان، ويسعى الشاعر من خلاله إلى استعادة  ماضيه الجميل، وفردوسه المفقود.

لذا راح علقمة بن عبدة الفحل يصور الحيوانات في ديـوانه ويصنفها إلى نوعين، نـوع أليف يتمـثل في الحصان والناقة، وآخر وحشي بري يتمثل في الظليم والبقر الوحشي مثلا. ولا يخضع النوع الأول لمأساوية التجربة التي يعيشها الشاعر، أو يكون موضوعا لفاعلية الزمن وللتغير المدمر، أما النوع الثاني: الثور الوحشي والبقر الوحشي، النعام والظباء  أحيانا، فإنه مجلي فاعلية الزمن التدميرية وحتمية الصراع المستمر من أجل البقاء.