أفق التوقّع عند "ياوس" مابين الجمالية والتاريخ

  • خيرالدين دعيش قسم الأدب العربي جامعة سطيف

Résumé

     بدأ هـانز روبرت "ياوس" عمله النقدي ضمن مقـال بعن(       ما بين الجمالية و التاريخ) وان ( تاريخ الأدب ، تحدّ لنظرية  الأدب ) (1)، وهو أوّّل مقال افتتح به مؤلَّفه النقدي ( من أجل جمالية للاستقبال ) pour une esthétique de la réception الذي حاول فيه تقديم نظرية تعيد النظر فيما يسمى بـ: تاريخ الأدب Histoire de la littérature ، منتقـدا بذلك صـورة تطبيق هـذا العلم داخل المدارس و الجامعات الألمانية، في ظلّ البرامج و المنظومات التعليمية و التربوية، و أنّ هذا التاريخ إنّما يعيش بمعزل و على هامش النشاط الثقافي للعصر الذي نعيشه، حتى غدا لا يتجاوز إطار ما هو مدرسي أو حدود ثقافة العائلات البرجوازية التي تهتم بهذا التاريخ بشكل من الأشكال؛ بل إنّ هذا التاريخ، الذي كان يعبّر عن هويّة الأمم في الزمن الماضي، لم يعد إلاّ مادة تقليدية تبلورت فيما يعرف بالتراث، و أنّ هذا التراث بدوره لم يعد يجسّده إلاّ الكتب و الأعمال التي خلّفها أصحابها منذ ذلك الزمن السحيق، ممّا أفضى إلى مؤشرات انقراض هذا التاريخ: « إنّنا حين نعاين البرامج الجامعية، فإنّنا نلحظ ضمنها بأنّّ التاريخ الأدبي في طريقه إلى الزوال » (2) .

Références

1- Hans Robert jauss : Pour une ésthétique de la réception, trad claude maillard , édition, Gallimard, Paris, 1978 . pp21-80.
2- IBID : p 22 .
3- IBID : p 22 .
4- IBID : p 23 .
5- روبرت هولب : نظرية التلقي ، ترجمة عزالدين إسماعيل ، ط 1 ، النادي الأدبي الثقافي بجدة ، 1994 ، ص 152 .
6- jauss ; pour une ésthétique de la réception , p 31 .
(*) - نجد أنّ سارتر يعرّف الأدب بأنّه ليس نقلا حرفيا لجملة الوقائع و الأحداث ، بقدر ما هو أيضا تحوير و رؤية جديدة تتدخل فيها الحرّية الإنسانية ، يقول : (( إذن ، يمكننا أن نعرّف العمل الأدبي بأنّه تقديم خيالي للعالم في حدود ما يستلزم من الحرية الإنسانية )) . ينظر : سارتر : ما الأدب ، ص 73 .
7- jauss ; pour une ésthétique de la réception , pp 31-32 .
8- IBID ; p 38 .
9- IBID ; p 40 .
10- IBID ; p 41 .
11- IBID ; p 41 .
12- IBID ; p 42 .
13- IBID ; p 43 .
14- محمود عباس عبد الواحد: قراءة النصّ و جماليات التلقي، ط 1 ، دار الفكر العربيـة ، القاهـرة ، 1996 ، ص 27 .
15- jauss ; pour une ésthétique de la réception , p 44 .
16- Hans-Georg Gadamer; Vérite Et Methode, (Les Grandes Lignes D’Une Hermeneutique Philosophique), Trad: Pierre Fruchon / Jean Grondin / Gilbert Merlio, Edit: Seuil, Paris, 1996. p393.
17- jauss ; pour une ésthétique de la réception , p 45 .
18- IBID ; p 49 .
(*) - يطرح هذا المصطلح النقدي في جمالية الاستقبال إشكالية نظرية من حيث الترجمة و النقل إلى المدوّنة النقدية العربية ، إذ نجد المصطلح في الكثير من الدراسات العربية قد تُرجم إلى ( أفق الانتظار ) و في القليل منها نجده قد تُرجم إلى ( أفق التوقّع ) ، و الحقيقة أنّ "ياوس" يقرّ ، كما سبق أن ذكرنا ، بفضل كارل بوبر في منحه هذا المصطلح و هذا المفهوم ، إذ إنّ بوبر يستخدم في كتابه باللغة الإنجليزية ( All life is problem solving . p p 3 .4 .5. 10 . 38. 51 60. ) يستخدم كلمة expectation التي تعني التوقّع، في حين كلمة Attente تعني الانتظار. و الأصل عند بوبر هو أنّ التوقّع يُبنى على إمكانية الدحض ( و هو منطلق النظرية العلمية التي تعتمد مبدأ قابلية التكذيب ) فما كان مبنيا على قابلية التكذيب هو من باب التوقّع و ليس من باب الانتظار، لأنّ الانتظار يُبنى على قابلية التأييد ،لذلك فإنّنا نعتمد بكلّ موضوعية في هذا البحث مصطلح التوقّع بدلا من الانتظار . .
19- jauss ; pour une ésthétique de la réception , p 49 .
20- السيد إبراهيم : النظرية النقدية و مفهوم أفق التوقّع ، مجلة ( علامات في النقد )، مج 8، ج 32، ماي 1999، النادي الأدبي الثقافي بجدة ، ص 169 .
21- Jauss ; Pour Une ésthétique De La Réception , p 50 .
22- IBID, p 52.
23- Hans Robert jauss ; Pour une Herméneutique littéraire , trad : Maurice jacob édition : Gallimard , Paris , 1988 . p 429 .
24- Jauss ; Pour Une ésthétique De La Réception , p 50.
(*) - ترجم عزالدين إسماعيل هذا المصطلح بــ: فنّ الطبخ في كتاب ( نظرية التلقي ص 162 . ) لــ : روبرت هولب و الحقيقة أنّ الترجمة المعجمية لهذا المصطلح تعرضه بــ : فنّ الطبخ . غير إنّ "ياوس" قصد به الفنّ المستهلك ( المألوف ) و هي الترجمة السياقية .
25- Jauss ; Pour Une ésthétique De La Réception, p 53 .
26- هانس جيورغ "غادمير" : فلسفة التأويل ، ترجمة محمد شوقي الزين ، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2002 ، ص 93 .
27- Jauss ; Pour Une ésthétique De La Réception , p 53.
28- IBID, p 58 .
29- , p 321 . Gadamer ; vérité et méthode
30- , P 394 . IBID
31- IBID ; p 328 .
32- رنيه وليك، أوستين وارين: نظرية الأدب، ط 2 ، ترجمة: محي الدين صبحي، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروت، 1987، ص 46 .
33- المرجع نفسه : ص 44 .
34- , p 311 . Gadamer ; vérité et méthode
35- Jauss ; pour une ésthétique de la réception , p 61 .
36- IBID, p 61 .
37- IBID ; p p 67 -68
38- عبد الناصر حسن محمد : نظرية التوصيل و قراءة النصّ الأدبي ، المكتب المصري لتوزيع المطبوعات ، مصر ، 1999 ، ص ص 116 – 117 .
39- Jauss ; pour une ésthétique de la réception p 70 .
40- . IBID , p 70
41- . IBID : p 71
42- . IBID ; p 72
43- . IBID ; p 72
(*) - الإضافة بين قوسين من عندنا ، و هي مأخوذة من كتاب "ياوس" الذي تُرجم إلى الفرنسية ، على أنّ كلمة praxis) ) مقتبسة من الفلسفة الماركسية و هي تعني التطبيق العملي ، أو محاولات تغيير العالم ، و بخاصة وسائل الإنتاج التي تقوم عليها البنى الاجتماعية . بينما تعني في الفلسفة الوجودية : ما ينكشف به الوجود في التاريخ .
44- Jauss ; Pour Une Herméneutique Littéraire , p431 .
45- IBID ; p 431.
46- . Jauss ; Pour une ésthétique de la réception , p 74
47- IBID ; p 75 .
48- . IBID ; P 76
49- Maria Olivier; Horizon d' attente / Erwartungshorizont, ( Mode article ) Dans; Dictionnaire International Des Termes Litteraires,2004 .
(*) - يمكن أن نشير إلى أنّ "ياوس" اقتبس مفهوم ( الفهم المسبق ) من أراء هيدجر و "غادمير" ، في إطار ما ناقشاه حول العلاقة التي تربط الوعي بالموضوع، و كيف أنّ الوعي ( الذات ) يتجه إلى موضوعه و هو يحمل معه جملة من التصوّرات و المفاهيم و الأحكام. لقد قدّم هيدجر هذا المفهوم أثناء طرحه لفكرة ( الفهم الزائف ) و كيف أنّه يتميّز عن الفهم الحقيقي. أمّا "غادمير" فقد ناقش فكرة الفهم المسبق ضمن طرحه لفكرة: الترسيمة القبلية أو المخطّط، التي يحدّدها الوعي وهو يتجه نحو الموضوع في محاولة للوصول إلى المعنى و تأويله.
50- P 259 . Jauss ; Pour une ésthétique de la réception ,
51- Jean Grondin : La Solution De Dilthey Au Probléme Du RelativismeHistorique , Revue ( International De Philosophie ) n° 57 , 2003 . p 473.
52- IBID , p 259 .
(*) - في ظلّ تقاطع أطروحة "ياوس" مع النظريات الفكرية و الأطروحات الفلسفية الأخرى، نفتح مجالا للإشارة إلى أنّنا وجدنا الكاتب العربي طه حسين قد ضمّن كتابه ( في الأدب الجاهلي ) سنة 1927 بعض الأفكار حول تاريخ الأدب بداخل المحور الذي تناول فيه: ( مقاييس التاريخ الأدبي ). و كأنّنا نجده في هذه الأفكار يتقاطع مع أطروحة "ياوس" حول تاريخ الأدب ، خصوصا حول ما يرتبط بـ : منطق السؤال و الجواب La Logique question reponse ، و كيف يجب على الباحث في تاريخ الأدب أن يعيد طرح الأسئلة التي جاء العمل الأدبي ليجيب عليها ، ثمّ ما يرتبط بأثر العمل الأدبي في معاصريه ، ثمّ علاقة هذا العمل بالأعمال الأدبية المزامنة له ، و كيف يجب النظر إليه في ظلّ ما يُعرف عن بيئته و جنسه الذي ينتمي إليه ، يقول طه حسين في مواضع متفرّقة من مقاله هذا : « و أمر التاريخ الأدبي الآن كأ مر هذه الفنون البيانية، لم يتكلّف الباحث درس حياة امرئ القيس و قراءة ديوانه و الجدّ في فهمه، و هو يعلم أنّ اسمه حندج بن حجر، و أنّ أباه كان ملكا قتله بنو أسد، و أنّه ذهب إلى قسطنطينية، و أنّه صاحب ( قفا نبكِ ) و ( ألا عِم صباحا أيّها الطلل البالي ) . و لكن ما ( قفا نبكِ ) هذه؟ و ما ( ألا عِم صباحا ) ؟ ما موضوعهما ؟ ما أسلوبهما؟ ما قيمتهما الفنّية؟ ما مكانتهما من الشّعر المعاصر لهما؟ ما مكانتهما من الشّعر الذي جاء بعدهما؟ ما الصّلة التي بينهما و بين نفس الشاعر؟ ما الصلة بينهما و بين نفوس النّاس الذين قيلتا بينهم؟ » ص 41 . ثمّ يقول في موضع آخر: « و ربّما يفرغ رجل آخر للبحث عن شخصية كاتب أو شاعر أو عالم، فيسلك إلى ذلك سبلا مختلفة، يلتمس شاعره أو كاتبه أو عالمه فيما ترك من الآثار، و يلتمسه في آثار غيره من المعاصرين له، و يلتمسه في آثار غيره من الذين جاءوا بعده، بل يلتمسه أحيانا في آثار مزاجه وطبعه، ثمّ يجتهد في تحقيق الصّلة بينه و بين عصره و بيئته و جنسه » ص 51 . 52 . و يقول أيضا حول فكرة اندماج أفق الباحث ( المؤّرخ الأدبي ) مع أفق النصوص الأدبية الماضية : «لا سبيل إذن إلى أن يبرأ مؤرّخ الأدب من شخصيته و ذوقه، و هذا نفسه كافٍ في أن يحول بين تاريخ الأدب و بين أن يكون علما » ص 47 . من كتاب، طه حسين: في الأدب الجاهلي ، ط 16 ، دار المعارف ، القاهرة ، 1989 .

53- نظرية التلقي ، ص 155 .
Comment citer
دعيش, خيرالدين. أفق التوقّع عند "ياوس" مابين الجمالية والتاريخ. قــــــراءات, [S.l.], v. 1, mai 2009. ISSN 1112-9468. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/lectures/article/view/1226>. Date de consultation : 24 nov. 2024