جماليات التلقي في رائية عبد السلام بن رغبان الحمصي

Résumé

يعد مصطلح التلقي بؤرة اهتمام كل من نظريتي : " نظرية التلقي" ياوس (yauss) و"فعل القراءة : جماليات التجاوب "إيزر(iser) . وعموما التلقي لا يفهم إلا في إطار "نظرية الاتصال" ويتجسد فعل الاتصال حسب إيزر(iser) في"منطقة الموضوعات التي يلتقي فيها النص والقارئ من أجل الشروع في التواصل" (1).

ويتجلى اثر التواصل الأدبي في منح النص قوة الوجود في الواقع" ولكن الوحيد الذي يستطيع أن يحقق له هذه القوة في الوجود المحتمل ويترجمها إلى ارض الواقع هو القارئ إن بنية النص وكذا فعل القراءة هما إذن بنيتان متكاملتان لإفساح المجال أمام التواصل"(2).

هاهنا تساؤل يفرض نفسه، لماذا قراءة ثانية لنص قديم؟ وكيف نقرأ القصيدة ؟ إن القصيدة عالم مكتف بنفسه يحتاج إلى أن يطرق بابه طرقات متعددة ، قارئ قوي رفيق معا حتى يؤذن له بالدخول ولكننا مع الأسف –لا نعيد الطرق ولا نكرر محاولة الاستئناس والاستئذان. ولا نثق في أن عالم القصيدة مغلق وعسير  بعبارة أخرى لا تجاهد في سبيل كسر الحواجز الفاصلة وإقامة جسور أخرى عامرة بالإلف والاتصال (3).  إن قراءة ثانية لنص تراثي توحي بحاجة النص إلى مثل هذه القراءة، لان النص الأدبي يتضمن قيما إنسانية وجمالية وفنية وفلسفية ... ومادام الإنسان موجودا إذن فالقيم الإنسانية مشروعية الاستمرار، ومن ثم يكتسب النص التراثي مشروعية الاستمرار، هذا من جهة، وكما أن النص الأدبي قديما كان أم حديثا يزداد ثراء وشبابا وحياة كلما قرئ لان "النص ليس في وسعه أن يمتلك المعنى إلا عندما يكون قد قرئ" (4)وبتعدد القراءات يتولد لدى المتلقي/القارئ الحس الجمالي من خلال ممارسته الفعلية للتجربة الجمالية، باعتباره المبدع الثاني.

(1)  ينظر: نظرية التلقي مقدمة نقدية ،روبرت هولب ، تر: د عزالدين ، إسماعيل المكتبة الأكاديمية ، 2000م، ص17.

(2)  فعل القراءة: جماليات التجاوب: وولف فولفاجانج ايزر، تر حميد لحميداني، مكتبة المناهل، فاس، 1995م، ص10.

(3) قراءة ثانية لشعرنا القديم، مصطفى ناصف،دار الأندلس ، 1401ه/ 1981م، ص6.

(4)  فعل القراءة، جماليات التجاوب، فولفجا نج، ايزر، ص11.