المفاهيم التأويلية والظاهراتية المؤثرة في "جماليات التلقي"
Résumé
ظهرت جماليات التلقي كرد فعل على المناهج النقدية السياقية، التي سعت إلى تثبيت دور المؤلف والنصانية التي صبت اهتمامها كله على النص، إذ كانت تنظر إلى "العلاقة بين النص والقارئ، بوصفها علاقة تسير في اتجاه واحد، من النص إلى القارئ، وتتم عملية الاستقبال عندما يفك القارئ شفرات النص وفقا لاتجاه من الاتجاهات النقدية السائدة، مثل الاتجاه "البنيوي" أو "السيميولوجي" أو غير ذلك من المناهج.(01)
ولا تعدم هذه المناهج الإشارة إلى القارئ كطرف في تأسيس النظرة الجمالية، ولكنها إشارة محدودة مادامت غير مقصودة لذاتها، ولم تجعل من القارئ موضوع دراسة منهجية تبحث في تكوينه الاجتماعي والثقافي والنفسي والجمالي، وفي علاقته بالوسط والزمان، حاضرا ومستقبلا. (2)
في حين تهدف نظرية التلقي إلى خرق هذه المفاهيم و إبدالها بمفاهيم أخري، فهي ترى أن <<عملية القراءة تسير في اتجاهين متبادلين، من النص إلى القارئ، ومن القارئ إلى النص فبقدر ما يقدم النص للقارئ، يضفي القارئ على النص أبعادا جديدة، قد لا يكون لها وجود في النص أو عندما تنتهي العملية بإحساس القارئ بالإشباع النفسي والنصي، أو عندما تنتهي العملية لإحساس القـارئ والنـص عندئذ تكـون عمليـة القراءة قد أدت دورها>>.(03)
وهكذا أعلت"نظرية التلقي" من شان القارئ، وحولته من خاضع للنص إلى سيد عليه أن يفسره أو يعيد كتابته، أو يؤوله كما يشاء، فهي لا تهتم بالقارئ العادي البسيط أو بالقارئ السلبي، ولكنها تنظر إلى القارئ الذكي، القارئ المنتج لكي يقوم بهذا الجهد الشاق الذي يطلب منه في مقاربة النص.(4)
Références
(2) حبيب مونسي: نظريات القراءة في النقد المعاصر، منشورات دار الأديب، وهران، 2007، ص112.
(3) المرجع نفسه: 103 .
(4) نادر كاظم: المقامات و التلقي، بحث في أنماط التلقي لمقامات الهمذاني في النقد الحديث، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، ط، 1 ،2003، ص 31.
(5) هانس روبرت ياوس: جمالية التلقي من أجل تأويل جديد للنص الأدبي، ترجمة رشيد بنحدو، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط1،2004 ، ع484، ص 101.
(6) نبيلة إبراهيم: مرجع سابق، ص10.
(*) من رواد نظرية التلقي، بمدرسة كونستانس.
(7) فاطمة البريكي: قضية التلقي في النقد العربي القديم، دار العالم العربي للنشر والتوزيع، دار الشروق، عمان، الأردن، ط1، 2008، ص40.
(8) ميجان الرويلي، سعد البازعي: دليل الناقد الأدبي، إضاءة لأكثر من سبعين تيارا ومنهجا نقديا معاصرا، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط1، 2001، ص88.
(9) عبد الرحمان تبرماسين: آمال منصور، علي بخوش، نظرية القراءة، المفهوم والإجراء، منشورات مخبر وحدة التكوين والبحث في نظريات القراءة ومناهجها، جامعة محمد خيضر، بسكرة، ط1، 2009، ص98.
(10) المرجع نفسه: ص103.
(11) نصر حامد أبو زيد: إشكالية القراءة والتأويل، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط1، 2001، ص20.
(12) المرجع نفسه: ص20.
(13) هانس روبرت ياوس: مرجع سابق، ص87.
(14) ميجان الرويلي، سعد البازعي: مرجع سابق ، ص89.
(15) نصر حامد أبو زيد: مرجع سابق ، ص37.
(16) فاطمة البريكي: مرجع سابق ، ص38.
(17) عبد الرحمان تبرماسين وآخرون: مرجع سابق، ص103.
(18) عادل مصطفى: فهم الفهم مدخل إلى الهرمينوطيقا، نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر، مرايا الكتاب، رؤية، القاهرة، ط1، 2007، ص271.
(19) عبد الرحمان تبرماسين وآخرون: المرجع نفسه، ص29.
(20) نصر حامد أبو زيد: إشكالية القراءة وآليات التأويل، ص84، 85.
(21) فريدة غيوة: أسس المنهج الظاهري عند إدموند هوسرل، مجلة التواصل، جامعة عنابة، ع4، جوان 1990، ص197.
(22)نيوتن ك م: نظرية الأدب في القرن العشرين، ترجمة عيسى علي العاكوب، عين للدراسات والبحوث الإجتماعية، ط1، 1996، ص77.
(23) ناظم عودة خضر: الأصول المعرفية لنظرية التلقي، دار الشروق، الأردن، ط1، 1997، ص76.
(24) نيوتن ك م: مرجع سابق ، ص77.
(25) أحمد يوسف: الأبعاد السوسيو ثقافية لنظرية القراءة، مجلة عالم الفكر، الكويت، ع 3، مج30، مارس 2002، ص183.
(26) بشرى موسى صالح: نظرية التلقي، أصول وتطبيقات، المركز الثقافي العربي، المغرب، ط1، 2001، ص34.
(27) ينظر ناظم عودة خضر: مرجع سابق ، ص75.
(28) بشرى موسى صالح: مرجع سابق ، ص35.
(29) ينظر، ناظم عودة خضر: مرجع سابق ، ص75.
(**) مواقع اللاتحديد من المصطلحات التي قدمها آيزر والتي تعتمد على ملأ الفراغات الموجودة في النص، مما يحقق التفاعل بين القارئ والعمل الإبداعي.
(30) فريدة غيوة: مرجع سابق ، ص200.
(31) ينظر، ناظم عودة خضر: مرجع سابق ، ص81.
(32) سعيد توفيق: الخبرة الجمالية، ص322.
(33) ناظم عودة خضر: مرجع سابق ، ص82.
(34) المرجع نفسه: ص80.
(35) روبرت هولب: نظرية التلقي – مقدمة نقدية – ترجمة عز الدين إسماعيل، مكتبة المناهل، المغرب، 1989م، ص61، 62.
(36) ناظم عودة خضر: مرجع سابق ، ص84.
(37) خوسيه ماريا بوتويلو إيفا نكوس: نظرية اللغة الأدبية، ترجمة حامد أبو أحمد، مكتبة غريب، القاهرة، 1992م، ص131.