النص من القراءة البلاغية إلى القراءة اللسانية" إستراتيجية التأويل"
Résumé
لقد أحدثت الثورة الصناعية الأوروبية في القرن التاسع تطورا نوعيا في حياة الإنسانية جمعاء فتسببت في إيقاظ الوعي العلمي في النفوس، وبعث القلق المعرفي في العقول، مما أدى إلى تطور العلوم التجريبية منها والتجريدية وساهم في إشباع حيرة الإنسان وفضوله الذي رافقه منذ يومه الأول، فاحتاج إلى التعبير, وتساءل عن أشكاله وتفطن إلى الصوت, ثم تساءل عن تمثيله فتنبه إلى الرسم، ومن ثم الكتابة, التي عمل على تطويرها وتحديث وسائلها, للاستعانة بها كأساس تنهض عليه شتى العلوم الإنسانية وتعتمده للحفظ والتعبير والتواصل, خاصة العلوم التجريدية التي تعد مادة الأديب الطيعة ووسيلته المرنة, من حيث أنه يبثها أفكاره ومشاعره وتجارب حياته ثم ينمذجها في أشكال مختلفة شعرية أو نثرية؛ وكلها نصوص تمثل النتاج الصافي لمكونات العقل البشري, فإذا كانت الكتابة هي الفضاء الخام للنص(1)، والنّص هو فضاء توالدي لشيء آخر سمي بالقراءة والتي بدورها تحتضنه منذ ولادته وتخرجه من الظل لتبعث فيه النور والحياة(2)، فما هو الشكل الكتابي الذي يمكن أن يطلق عليه لفظة نّص؟ وكيف يمكن حصر هذا الأخير في مجال محدد لنسلط عليه فعل القراءة ؟ وكيف كانت قراءته قديما وحديثا؟.
كل هذه الأسئلة وغيرها وعلى ما تبدو عليه من البساطة، هي نتيجة روافد لا متناهية من المعرفة يصعب القبض على منبعها, كما يستحيل الوصول إلى منتهاها، وإذا ما أردنا الخوض في غمار الإجابة عنها إذ بنا نفتح أبواب مصطلحات عملاقة تبلورت في صور علوم ونظريات قائمة بذاتها مثل: علم النّص، علم البلاغة، نظريات القراءة ونظريات التأويل وغيرها، مما يصب في بحر النّص الإنساني وما يدور في فلكه إبداعا وتلقيا.
وفيما يلي سنحاول إيراد بعض المفاهيم التي قد تميط اللثام عن بعض الغموض وتكون لنا عونا في موضوعنا إ ن شاء الله.Références
(2) المرجع نفسه: ص 34.
(3) جمال الدين بن مكرم بن منظور: لسان العرب، دار صادر، بيروت، لبنان، [ط3]،1993.
(4) محمد خطابي: لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب،[ط1]،1991،ص 13.
(5)-منذر عياشي : العلامتية وعلم النص, المركز الثقافي العربي, الدار البيضاء, المغرب ,ط1 ،2004، ص 119-120.
(6) ينظر: السيد احمد الهاشمي: جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، ص28.
(7) المرجع نفسه: ص29.
(8) المرجع نفسه: ص31.
(9) بشري موسى صالح: نظرية التلقي أصول وتطبيقات المركز العربي, الدار البيضاء, المغرب, ط1, 2001, ص13
(10) ينظر: عبد القادر عبد الجليل، الأسلوبية ثلاثية الدوائر البلاغية، دار الصفاء، للنشر والتوزيع عمان، الأردن، ط1، 2002، ص80-81
(11) ينظر: عبد الله الغذامي، الخطيئة والتكفير، من البنيوية إلى التشريحية ، قراءة نقدية لنموذج أنسني معاصر مقدمة نظرية ودراسة تطبيقية، النادي الأدبي الثقافي، جدة، المملكة العربية السعودية، ط1،1985، ص75.
(12)ينظر: فوزي العيسي، النّص الشعري وآيات القراءة، دار المعرفة الجامعية، الأزاريطية، مصر، [د ط]،2006، ص7. وينظر: علي جعفر العلاق، الشعر والتلقي دراسات نقدية، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن ،ط1،2007،
ص 64.
(13) حسن شحاتة: تعليم اللغة العربية بين النظرية و التطبيق ، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، مصر،ط3، 1996، ص101 .
(14) فولفغا نج أيزر : فعل القراءة (نظرية جمالية التجاوب في الأدب )، ترجمة وتقديم حميد لحمداني والجلالي الكدية، منشورات مكتبة المناهل، الدار البيضاء، المغرب، [دط]، [دت]، ص11.
(15) ينظر: عبد العليم إبراهيم، في طرق التدريس الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية، دار المعارف، القاهرة، مصر، ط1، [دت]، ص57.
(16) حسن عبد الباري عصر الاتجاهات الحديثة لتدريس اللغة العربية في المرحلتين الإعدادية و الثانوية مركز الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية، مصر، [دط]،2000 ،ص134.
(17)حميد لحمداني: القراءة وتوليد الدلالة المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ، المغرب ،ط1 ،2003،ص5.
(18) ينظر: حسن شحاتة، تعليم اللغة العربية بين النظرية و التطبيق، ص102.
(19)محمد ناصر العجمي:الظاهر و الخفي في النص القصة نموذجا، الفكر العربي المعاصر، دار الإنماء القومي، بيروت، لبنان،ع(88 ، 89)، (ماي،جوان)،1991، ص110.
(20)عبد الجليل مرتاض: في عالم النّص والقراءة ،ص66.
(21) المرجع نفسه، ص64
(22) المرجع نفسه: ص64-65 .
(23)عبد العليم إبراهيم : في طرق التدريس الموجهة الفني لتدريس اللغة العربية، ص61.
(24) حميد لحمداني: القراءة و توليد الدلالة، ص25.
(25) بشرى موسى صالح : نظرية التلقي أصول وتطبيقات ،ص49.
(26) فولفغانغ إيزر: فعل القراءة المبادئ الأولية لنظرية جماليات التجارب ،ص22
(27) ينظر: فريدة بوساحة، القارئ وبنية النّص، مجلة العلوم الإنسانية ، جامعة محمد خيضر بسكرة ، الجزائر ، ع(19)، نوفمبر 2006، ص279-280.
(28) المرجع نفسه: ص279.
(29) فولفغانغ إيزر : فعل القراءة المبادئ الأولية لنظرية جماليات التجارب ،ص25-26
(30) المرجع نفسه: ص 28.
(31) محمد مفتاح : دينامية النّص، المركز الثفافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، [ط2]،1990، ص50.
(32) المرجع نفسه: ص30.
(33) فريدة بوساحة، القارئ و بنية النّص ،ص284.
(34) المرجع نفسه: ص286 .
(35) أحمد الطريسي: النص الشعري بين الرؤية البيانيةو الرؤيا الإشارية، الدار المصرية السعودية، القاهرة، مصر، [دط]،2004، ص126.
(36) عصام خلف: الاتجاه السميولوجي في نقد الشعر، دار فرحة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، [دط]، [دت]، ص46.
(37) غريب اسكندر: الاتجاه السيميائي في نقد الشعر العربي، المجلس الأعلى للثقافة، [ دط]، [ دت]، ص 142-143
(38) حميد لحمداني : القراءة وتوليد الدلالة، ص 72.
(39) الحبيب شبيل : من النص إلى سلطة التأويل، مجلة الفكر العربي المعاصر، دار الإنماء القومي، بيروت، لبنان، العدد(88-89)، ( ماي، جوان) 1991، ص72.
(40) أحمد الطريسي: النّص الشعري بين الرؤية البيانية والرؤيا الإشارية،127 .
(41) المرجع نفسه،130 .
(42) بشرى موسى الصالح: نظرية التلقي أصول و تطبيقات، ص49.
(43) حميد لحمداني: القراءة وتوليد الدلالة، ص78.
(44) عبد القادر فيدوح: دلائلية النّص الأدبي دراسة سيميائية للشعر الجزائري، ديوان المطبوعات الجزائرية، وهران، الجزائر،[ط1]،1993، ص24.
(45) غريب اسكندر: الاتجاه السميائي في نقد الشعر العربي، ص147.
(46) حميد لحمداني :القراءة وتوليد الدلالة، ص87.
(47) عبد القادر فيدوح: دلائلية النّص الأدبي دراسة سيميائية للشعر الجزائري، ص25-26.
(48) المرجع نفسه: ص30.
(49) الحبيب شبيل : من النّص إلى سلطة التأويل، ص91.
(50) ينظر حميد لحمداني: القراءة وتوليد الدلالة، ص74.
(51) أحمد الطريسي: النص الشعري بين الرؤية البيانية و الرؤيا الإشارية، ص 66.