سيمياء التناص حفريات الذاكرة وإسقاطات الواقع قراءة في ديوان بكائية أخيرة لخالد الجبر
Résumé
الملخص
توظف المعرفة المختزنة في الذاكرة الجمعية في شكل مواقف تلائم وضعا ما، برؤية فيها مزج بين الأحداث دون العودة إلى تاريخها وترتيبها الزمني، وإنما العبرة بما تحمله من مواقف تستند إليها الرؤية الحاضرة لتجد فيها مخرجا أو منفذا يمكن أن يغير عقائد الناس وقناعاتهم، وتحثهم على الإيجابية وترك السلبية التي غطت كل الأفعال كما هو الحال مع خالد الجبر في ديوانه: (بكائية أخيرة).
إن الشخوص والأحداث والصراع وحدات لعملية إبداع شعري ينحو إلى الغموض والإبهام؛ لأنه يصنع في المخيلة توترات وتطورا حدثيا لا يكتمل، وبرنامجا سرديا من دون تحولات، ولا تعالقات بين الذات والموضوع ذي القيمة، وإنما يسري فعل القص على الإيحاء مشكلا عملا فنيا مكتملا يخص الأمة بلسان ومنطق الشاعر، الذي تلمَّس في الذاكرة ما يصنع به إسقاطا واقعيا معاصرا.
إن النص عند خالد الجبر نسيج هائل من التداخل المعرفي، فيه قدرة عالية على المزج بين الأحداث والشخصيات المستدعاة في مدار الإشارة مشكلا تداولا منطقيا بين الأدوار، وهو الظاهر في ما رآه، كما يشكل في مدار الإيحاء تداولا منطقيا بين الأدوار، وهو الظاهر من واقع القراءة التي نقدمها، والكل يسري عليه عاملا المركز والهامش