نظام الإنذار المبكر ومنع الصراعات التطور والمفاهيم والمؤشرات
Résumé
تسعى المجتمعات والدول والمجتمع الإنساني بأسره إلى تحقيق المنع الوقائي لحدوث الصراعات العنيفة، التي تؤرقه وتقض مضجعه، ولا بد لهذا المنع الوقائي أن يرتبط به بناء نظام الإنذار المبكر (Early Warning System)؛ وذلك للتحذير المسبق من مخاطر الصراعات العنيفة. وتظهر أهمية هذا الموضوع في مساهمته في التنبؤ والإنذار المبكر حول احتمالية حدوث صراعات أو تجدد حدوثها. وعملية الإنذار المبكر تعني التنبيه لهذه المخاطر مبكرا، ومن ثم العمل على تعبئة كافة الموارد والإمكانيات السياسية والعسكرية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها لمنع حدوثها.
وتشكل أنظمة الإنذار المبكر خدمة وحماية للمجتمع الإنساني، إذا توافرت الإرادة الصادقة للقادة والمسؤولين عن إدارة شؤون المجتمعات والدول. ولا شك أن المجتمع العربي يحتاج، وبشكل ملح، إلى هذا النوع من الدراسات؛ لما قد تساهم به من "عقلنة" و"ترشيد" إدارة شؤون المجتمع العربي وحياته السياسية، وإدارة العلاقة بين مكوناته وقواه السياسية الداخلية، وكذلك مع القوى الإقليمية والدولية التي يقع ضمن اهتماماتهما أو مطامعها.
وتعمل هذه الدراسة على تقديم رؤية أو إطار نظري حول طبيعة مفاهيم ومضامين الإنذار المبكر، وارتباطها بالمنع الوقائي للصراعات، مع تحديد المؤشرات المستخدمة فيه، بالإضافة إلى التعريف بأهم الأشكال العملية أو التطبيقية التي تناولتها الأدبيات العلمية الغربية بشكل خاص.