نظريــات العلاقات الدولية والحرب: مراجعة للأدبيات (2- 2)
Résumé
إذا كانت الحرب هي استمراراً للسياسة بوسائل أخرى، كما ذكر كلاوفيتنز، فإنه من صحيح القول الادعاء بأن السياسة هي أيضا امتدادا للحرب بوسائل أخري (كما ذكر ميشيل فوكو) أو امتدادا للتجارة بوسائل أخري (كما يقول المؤرخ العسكري البريطاني الشهير مايكل هوارد). ويغالي بعض الواقعيين في النظر إلي الحرب ويعتبرونها المٌقِرر الرئيسي لتحديد ماذا تريد الدول من وجودها في النظام الدولي. وهي بهذا المعني أصبحت لديهم مرادف للسياسة (Politics) بمعناها العام، كما عرفها عالم السياسة هارولد لازويل، علي أنها عملية توزيعية بين الفاعلين السياسيين، المحليين منهم وعابري الدول جوهرها "تقرير وتحديد من يحصل علي ماذا؟ وأين؟ وكيف؟". وهو ما يعني أن الحرب ستظل (شئنا أم أبينا) ظاهرة دائمة في حياة الأمم والشعوب. فمنذ أن وجد الإنسان على الأرض وهو يصارع/يحارب. سواء مع الطبيعة، الحيوانات، أو مع نظائره من البشر. ومع بزوغ وتطور المجتمعات والأمم والدول القومية، ظل الصراع هو السمة السائدة على العلاقات والتفاعلات والسلوكيات البشرية، وبالتالي الدولية.