التنمية الزراعية والريفية المستدامة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي في الجزائر
Résumé
الحصول على الغذاء كان من ابرز المشكلات التي واجهت الإنسان عبر تاريخه, وإذا كانت احتياجاته الأساسية, تتمثل في الغذاء والمأوى والكساء, فان الغداء يمثل أولوية الاحتياجات, ومن أجل تامين غذائه امتهن حرفة الصيد والزراعة, ولم يكن يواجه مشكلات في الحصول على احتياجاته الغذائية .
لكن مع ازدياد عدد السكان وتطور الحياة الاقتصادية في ظل الانفتاح الاقتصادي, بدأت مشكلة الحصول على الغذاء تلوح في الأفق, خاصة بعد السبعينيات من القرن الحالي, و ازدادت أوضاع الأمن الغذائي تعقيدا, بعد أزمة الغذاء لسنة2008, و هو ما حتم على المهتمين بالشأن الغذائي,من الباحثين وصناع القرار في العديد من الدول, ضرورة البحث عن سبل النهوض بالقطاع الزراعي, باعتباره المنتج الأساسي للغذاء .
وإذ كان هذا القطاع يمارس في أغلب الحالات من طرف سكان الريف, فان الآمال تعلق عليهم من أجل النهوض بقطاع الزراعة, وعليه فان مشكلة تخلف الريف تمثل إحدى العقبات التي تعترض تحقيق التنمية الزراعية, ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي الذي يطال الأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي.
مما سبق يتبادر إلى أذهاننا التساؤل التالي:
إلى أي مدى يمكن اعتبار التنمية الزراعية والريفية المستدامة كمدخل لتحقيق الأمن الغذائي ؟
يشتق من هذه الإشكالية, عدة أسئلة تمثل المحاور الأساسية لهذا البحث ونذكر منها :
_ ما المقصود بالتنمية الريفية المستدامة ؟ وما هي أسس قيامها ؟
_ ما هي أسباب ظهور هذا النموذج التنموي ؟
- ما هي محددات التنمية الريفية المستدامة في الجزائر ؟
-كيف يمكن للتنمية الريفية ان تسهم في تحقيق الأمن الغذائي؟
فرضيات الدراسة :
تقوم هذه الدراسة على فرضية أساسية بالإضافة إلى فرضيات أخرى, وقد تمت صياغة الفرضية الأساسية كما يلي :
تحقيق الأمن الغذائي, يتطلب استخدام الطاقات الريفية الكامنة بطريقة مستدامة ؟
أما الفرضيات الأخرى فتتمثل في :
- يشكل غياب الوعي بأهمية التنمية الريفية, جانبا كبير في عدم تحقيق الأمن الغذائي.
_ قد يرتبط تحقيق تنمية ريفية مستدامة, بضمان دخول عالية, وبمدى استيعاب مفهوم الاستدامة من قبل المزارعين .
_ الريف إقليم قابل للتثمين .
أهداف البحث :
يهدف هذا البحث إلى إظهار العلاقة التي تربط بين التنمية الريفية والتنمية المستدامة والأمن الغذائي ,كما يهدف إلى لفت انتباه أصحاب القرار إلى أخطار التدهور البيئي الذي يفرض أعباء على البشرية, وتبيان أهم الخيارات البديلة الممكن إتباعها,اخذين بعين الاعتبار أن التنمية لن تكون مستدامة ما لم تكن شاملة ومتكاملة .
أسلوب ومنهج الدراسة:
من اجل التحقق من صحة الفرضيات والتوصل إلى الأهداف المسطرة في بحثنا, اعتمدنا على المناهج التالية كأداة لجمع وتحليل المعلومات :
1/المنهج الاستقرائي : عن طريق استقراء الدراسات الأبحاث والكتب الدوريات العربية الأجنبية التي تمت في مجال التنمية المستدامة أو التنمية الريفية سواء في المكتبات الوطنية أو الأجنبية ,إضافة إلى جمع الوثائق والتقارير من الهيئات الرسمية كوزارة الفلاحة , وزارة البيئة , وزارة التخطيط, وزارة الصيد البحري ,المعهد الوطني للبحث الزراعي والمجلس الاقتصادي والاجتماعي .
2/ المنهج التحليلي الوصفي: إن مثل هذا البحث يتطلب وصف المناطق الزراعية في الجزائر ومسحها بهدف التعرف عليها وبحث سبل استغلالها استغلا عقلانيا .
أما عن التقنيات المستعملة في البحث فهي الزيارات الميدانية والمقابلات الشخصية في الوزارات وبعض الوحدات الإدارية, للتعرف على مدى تحقق تطبيق تنمية ريفية مستدامة في الجزائر .
تقسيمات البحث :
سنحاول معالجة البحث ضمن المحورين التاليين :
- المحور الأول: التأصيل النظري للمفاهيم البحثية .
-المحور الثاني:واقع التنمية الزراعية والريفية المستدامة في الجزائر ودورها في تحقيق الأمن الغذائي
