أثر البنيوية والتداولية في توجيه النقد الأدبي

  • حمدي منصور جودي جامعة محمد خيضر بسكرة

Résumé

يعدّ النقد عملية متممة للعمل الأدبي. ذلك أن الناقد يسعى من خلال دراسة نصوص الأدب إلى إبراز القيم التي تحويها هذه النصوص. سواء تعلق الأمر بالجانب الفني الجمالي أو بالجانب الاجتماعي الأخلاقي. ويتضح هذا الهدف جليا من جملة الضوابط التي تشكل النظرية النقدية الأدبية. رغم اختلاف النقاد حول آليات تطبيق هذه الضوابط عند نقد الأعمال الأدبية. "فليس هناك منحى واحدا إذا سلكه الناقد إلى الآثار الأدبية أفضى إلى كل الحقائق المهمة حولها"[i].

      لهذا اتسمت المناهج النقدية التقليدية بالتناقض بين المنطلقات والإجراءات. وبخاصة المنهج التاريخي والمنهج الاجتماعي والمنهج النفسي. واقتصرت الأعمال النقدية على دراسة السياق الذي يحيط بالنص الأدبي. مع الإشارة إلى المتغيرات الاجتماعية التي ساهمت في نتاج النص الأدبي. وإلى المكونات النفسية المجسدة لشخصية الأديب المبدع[ii]. وهذا ما جعل النظرة النقدية القديمة بعيدة عن إدراك القيمة الذاتية والجمالية الفنية للعمل الأدبي. " فهناك علوم طبيعية أو إنسانية ظلّ الأدب مُهْمَلا بالنسبة لها. إلا من دور متواضع في تغذيها بالمواد. فهي تلمس الأدب لمسا رقيقا من بعيد جدا. وتستخدمه أداة. وتفيد منه في التوثيق. وفي نهاية المطاف تتهيأ لتعرف شيئا ليس بأدب. ولا تشغلها قيمة ما هو مكتوب. وتتصرف كما لو أن العمل الفني إذا لم يستخدم لشيء آخر فلا وجود له "[iii].

      ومع ظهور رؤى ونظريات جديدة حول مفهوم الخطاب. وجد النقاد أن عملهم وفق المناهج النقدية التقليدية. لا يتعمق في طبيعة النص الأدبي. وإنما يبرز بعض جوانبه لا غير. فتحوّل مسارهم إلى نظرة جديدة تبحث في تشكيل البنية اللغوية للنص الأدبي ذاته. على اعتبار أنه جنس من أجناس الخطاب. يعتمد بنية لغوية محددة. لها وظائف اتصالية تبليغية.

Références

- ديفيد ديتشس، مناهج النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق، ترجمة محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، لبنان، 1967، ص 597.
- يظهر هذا الأمر في صورة نمطية للنقد عند دراسة حياة المؤلف وأهم مكوناته العلمية والثقافية والبيئة التي نشأ فيها، وكذا الإشارة إلى مناسبة النص وظروف تأليفه.
- إنريك أندرسون إمبرت، مناهج النقد الأدبي، ترجمة الطاهر أحمد مكي، مكتبة الآداب، القاهرة، مصر، 1991، ص 12 / 13 .
- خوسيه ماريا إيفانكوس، نظرية اللغة الأدبية، ترجمة حامد أبو أحمد، مكتبة غريب، القاهرة، مصر، 1992، ص 47.
- تزافيتان تودوروف، الشعرية، ترجمة شكري المبخوت ورجاء بن سلامة، دار طوبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، 1990، ط02 ، ص 14.
- يان موكاروفسكي، اللغة المعيارية واللغة الشعرية، ترجمة ألفت كمال الروبي، مجلة فصول، القاهرة، مصر، 1984، مجلد05، عدد01، ص43.
- خوسيه ماريا إيفانكوس، نظرية اللغة الأدبية، مرجع سابق، ص27.
- ليونارد جاكسون، بؤس البنيوية ( الأدب والنظرية البنيوية )، ترجمة ثائر ديب، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، سوريا، 2001، ص 96 / 97 .
- رومان ياكبسون، قضايا الشعرية، ترجمة محمد الولي ومبارك حنون، دار طوبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، 1988، ط01، ص30.
- د/ نعمان بوقرة، المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة، مصر، 2004، ص 168.
- المرجع نفسه، ص 169.
- المرجع نفسه، ص 169.
- مسعود صحراوي، التداولية عند العلماء العرب، دار الطليعة، بيروت، لبنان، 2005، ص05.
- المرجع نفسه، ص16.
- آن روبول وجاك موشلار، التداولية اليوم علم جديد في التواصل، ترجمة سيف الدين دغفوس ومحمد الشيباني، دار الطليعة، بيروت، لبنان، 2003، ط01، ص 31/32.
- عز الدين إسماعيل، مناهج النقد الأدبي بين المعيارية والوصفية، مجلة فصول، القاهرة، مصر، 1981، مجلد01، عدد يناير، ص20.
Comment citer
جودي, حمدي منصور. أثر البنيوية والتداولية في توجيه النقد الأدبي. حوليات المخبر, [S.l.], n. 02, mai 2016. Disponible à l'adresse : >https://revues.univ-biskra.dz/index.php/HAWLIYATELMAKHBAR/article/view/1587>. Date de consultation : 27 déc. 2024